دبوس
قمّة القدس
لو أنّ الجزائر قامت بتسميتها قمّة التطبيع، أو القمّة الإبراهيمية لوجدنا إبن سلمان أول المتوجّهين الى العاصمة الجزائرية على رأس وفد عارم يضمّ الوزارة برمّتها، ومجموعة كبيرة من أمراء الظلام، كيف توقّعت الجزائر حضور إبن سلمان قمّة تدعى قمّة فلسطين، الرجل قالها من زمان بالفم الملآن، فلسطين ليست قضيتي، وذلك ليس بالأمر الذي طرأ الآن، كبيرهم الذي علمهم السحر، عبد العزيز آل سعود قام بإهداء فلسطين لهؤلاء اليهود المساكين، ولم يطرف له جفن، والعلاقات التحتانية بين هذه العائلة وبين “إسرائيل” هي قائمة منذ ما قبل إنشاء كيان الإحلال، يبدو انّ أحبّتنا في الجزائر إما ساذجون، لا يعرفون الحقيقة، او أنهم مغرقون في التفاؤل مما حجب عنهم استشراف واقع الحال، ثم أنّ ابن سلمان مشغول تماماً ومستغرق حتى أذنيه في إدارة شؤون مملكة الخير، مما لا يتيح له بحال المشاركة في أمور ليست ذات أهمية، كمثل حلّ مشاكل الأمة العربية المتراكمة والمستفحلة، من سيدير قتل الشعب اليمني وحصاره وتجويعه، من سيتولّى اتخاذ قرارات تأليب الشارع في إيران ضدّ النظام المقاوم، من سيستمرّ في تدمير سورية وتجويع لبنان؟ من سيعاقب طبيبة تونسية بالسجن 15 عاماً لأنها غرّدت تأييداً لحزب الله؟ من سيعتقل حاجاً إيرانياً ويشبعه ضرباً وتعذيبا وتنكيلاً بسبب حمل هاتفه الخليوي صورة لقاسم سليماني؟ ومن سيدير الحرب السرمدية في ليبيا حتى تغادر الخارطة الكونية، وينهب نفطها بسلاسة وهدوء من قبل الأنجلوساكسون، ومن سيتولّى تحويل أموال النفط اليمني المسروق الى بنوك مملكة الخير؟
وأخيراً وليس آخراً، من سيستقبل قيادات الموساد الذين يأتون ليلاً نهاراً الى مملكة الخير للتنسيق في كيفية ضرب كلّ من ينطق بكلمة مقاومة؟
القيادة في الجزائر، مع كلّ الحب والتقدير أغفلت ماهية تطلعات واهتمامات مملكة الخير التي غالباً ما تقبع في منطقة النقيض من آمال وهموم أمة يُقال لها عربية أو إسلامية.
سميح التايه