افتتاح متحف جامعة بيروت العربية برعاية المرتضى
افتتح وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، «متحف جامعة بيروت العربية «الذي كان قد أعلن إدراجه مؤخرا على لائحة المتاحف الوطنية، في حضور رئيس الجامعة البرفسور عمرو جلال العدوي وأعضاء مجلس الأمناء إضافة الى حشد من الفاعليات السياسية والديبلوماسية والتربوية .
وألقى الوزير المرتضى كلمة، اشار فيها الى أهمية «دور الجامعات لتكون مراكز أبحاث لدفع حركية المعرفة المتطورة نحو الأمام».
وقال: «فيما نحن اليوم متحلقون حول هذا المتحف في جامعة بيروت العربية، يتحلق القادة العرب في قمة لمّ الشمل حول طاولة الجامعة العربية في الجزائر الشقيقة. وإذا كان بين الجامعتين تآلف لفظ، فنرجو أن يكون بينهما تآلف فعل، لجهة العمل الجاد على الجمع ونبذ التفرقة بين الإخوة العرب، كما لجهة الاهتمام العربي الشامل بالثقافة والتعليم والبحوث الجامعية، وإتاحة ذلك أمام جميع الشباب في الدول والأقطار العربية، كما يفعل هذا الصرح العريق في مصر ولبنان».
وقال وزير الثقافة: «ليست الجامعة، أي جامعة، متحفاً ولا مخزن تاريخ، إلا بمقدار ما بهما تصنع مستقبل العقول. فإذا كان من شأن المتاحف أن تسعى إلى تأبيد الزمن الماضي عبر الأشياء القديمة المعروضة فيها، فإن دور الجامعات أن تكون مراكز بحوث لدفع حركية المعرفة المتطورة نحو الأمام. إن كانت الأواني المعروضة في المتحف ثابتة لا تتبدّل، باعتبارها تخص الماضي، فإن النشاط الجامعي يشكل تطلعاً دائماً إلى مواكبة التطور المعرفي، وتقاطعاً مع الغد في مقاربة الثقافة وآلياتها الحديثة.»
وتابع: «فيما نحن اليوم متحلقون حول هذا المتحف في جامعة بيروت العربية، يتحلق القادة العرب في قمة لم الشمل حول طاولة الجامعة العربية في الجزائر الشقيقة. وإذا كان بين الجامعتين تآلف لفظ، فنرجو أن يكون بينهما تآلف فعل، لجهة العمل الجاد على الجمع ونبذ التفرقة بين الإخوة العرب، كما لجهة الاهتمام العربي الشامل بالثقافة والتعليم والبحوث الجامعية، وإتاحة ذلك أمام جميع الشباب في الدول والأقطار العربية، كما يفعل هذا الصرح العريق في مصر ولبنان».
وقال: «أستغل هذه المناسبة للتأكيد على أن بعضاً من البلاد العربية، بسبب ظروف كثيرة، تفتقر إلى العدالة التعليمية، وهو مصطلح يعني تأمين سبل المعرفة، ولا سيما الحديثة منها، لكل فرد في أي أرض من أراضي العرب. هذا يستلزم عملا وطنيا وقوميا عبر خطة تنمية تربوية وثقافية جامعة، تشترك دولنا كلها في وضعها وإقرارها وتمويلها وتطبيقها. فهل يكون لنا ذلك في الغد القريب؟ مع الإشارة إلى أن وفرة المدارس والمعاهد والجامعات، لا تؤمن وحدها هذه العدالة، ما لم يرافقها تطوير للمناهج وفهم عميق لدور الجامعة كمركز بحوث أساساً، لا كمركز تدريس فقط، ولدور التربية في إعداد العقول لا توزيع الشهادات فحسب».
وختم المرتضى قائلا: «أنا لا أظن أنني خرجت على عنوان لقائنا اليوم. فالمتحف الذي نفتتح هو التجسيد الحي للذاكرة المعرفية التي كانت لآبائنا الأقدمين، والتي أدعو إلى إحيائها وتطويرها وفقا لمقتضى الزمن الراهن المتحفز لصناعة الغد. هكذا يصبح حاضرنا جسراً بين الماضي والمستقبل بدلاً من أن يكون خط تماس بين معسكريهما متفجرا ومشتعلا بين هدنة وهدنة. أحييكم جميعا بتحية الثقافة، التي لا تنشر إلا الجمال. عشتم وعاش لبنان».
كما كانت كلمة لرئيس الجامعة العدوي جاء فيها: «نجتمع اليوم في حفل افتتاح متحف الجامعة الذي تم إدراجه ضمن المتاحف الوطنية من قبل وزارة الثقافة اللبنانية، فشكرا لمعاليه على هذه اللفتة خصوصاً ان الجامعة لها دور ثقافي وريادي في المجتمع، حيث وجدت لدينا مخطوطات وكتب نادرة منها نسخة واحدة فقمنا بتجميعها وترميمها وتزويد نسخة الكترونية متوفرة للطلاب والباحثين والمهتمين في هذا الشأن».
وتابع: «ان هذا المتحف أنشئ وفق معايير خاصة لحفظ التراث ونسبت الى 17 حضارة للتعريف على الحضارات التي توالت وقد تم عرض لجميع المخطوطات المتواجدة في هذا المتحف بالتناوب من اجل اتاحة الفرصة للباحثين والطلاب وتلاميذ المدارس للاطلاع على محتويات المتحف».
يذكر أن المتحف يضم حوالي 200 كتاب نادر ومخطوط، هذه المجموعة التي تتناول الحضارات التي وجدت في العالم على مر التاريخ، ولا سيما منها: الحضارة الفرعونية -المصرية والحضارة الآشورية والحضارة الفينيقية والحضارة البيزنطية والحضارة الفارسية والحضارة الرومانية والحضارة البابلية والحضارة الآرامية والحضارة العربية والإسلامية والحضارة العثمانية. ويعود تاريخ هذه المجموعة النادرة إلى القرن الثامن ميلادي، وصولاً الى القرن التاسع عشر، كما أن الكتب النادرة والمخطوطات عبارة عن نسخ فريدة غير متوفرة في أماكن أخرى.
وبعد الافتتاح قدم البروفسور العدوي للوزير المرتضى درع الجامعة عربون وفاء وتقدير، وجال الحضور في أرجاء المتحف.