التعليق السياسي
الانتخابات «الإسرائيلية»
سواء بقيت الاستنتاجات التي ظهرت بعد إقفال صناديق الاقتراع في كيان الاحتلال حول نجاح الحلف الذي يقوده بنيامين نتنياهو بعدد المقاعد اللازم لتشكيل حكومة، أو عاد المشهد الى التوازن الهش الذي يمنع الفريقين المتنافسين من تشكيل حكومة، باعتبار أن فرص نتنياهو كما سجلتها الاستطلاعات التي تتحدّث عن فوزه، تتوقف عند حدود مقعد أو مقعدين، بينما يطعن غيرها بإمكانية فوزه ويتحدّث عن حاجته لمقعد لنيل الأغلبية اللازمة، الا أن الأكيد أن فوز نتنياهو أفضل من أي خيار آخر، خلافاً لما يعتقده الكثيرون.
ليس هناك في الكيان من يتحدّث عن تقديم مشروع سياسي جدي يعرض على الفلسطينيين شيئاً، وما يتمسك به نتنياهو من عداء للشعب الفلسطيني وإنكار حقوقه، ودعوة للسلطة الفلسطينية للتصرف كمجرد عملاء لجيش الاحتلال، هو ما يتمسك به ذاته منافسوه، ولا يختلف نتنياهو وخصومه على الموقف من ضمّ الجولان السوري المحتل، او على الموقف من السعي لتوفير أفضل الفرص لضرب المقاومة في غزة ولبنان.
عندما يصل نتنياهو للحكم سيسقط آخر وهم يمكن أن يظنّ الصهاينة أنه فرصة لتغيير موازين القوى بوجه الشعب الفلسطيني والمقاومة، ويتناسون أن آخر أيام نتنياهو قبل عام ونصف كانت عندما هُزم في معركة سيف القدس، وطلب وقف إطلاق النار مع غزة دون أي شرط يضمن أي مكاسب للكيان وأي من البنود التي تشكل برنامج حكومة نتنياهو، فطلب مجرد وقف النار الذي كرّس معادلة الردع للمقاومة.
لمن فاتهم الانتباه، من المهم التذكير أن نتنياهو سبق وأعلن أنه إذا وصل الى رئاسة الحكومة سوف ينسحب من اتفاق الترسيم مع لبنان، وسوف نرى كيف سيتعامل مع الاتفاق حين يصل، وهو مهّد عندما وصلته استطلاعات الرأي التي تقول بأن لديه فرص للوصول الى رئاسة الحكومة قبل يومين، فقال إنه سوف يتعامل مع الاتفاق كما تعامل مع اتفاق أوسلو، أي عدم الانسحاب والتساكن والتعامل مع النتائج باعتبارها أمر واقع.
لأننا اختبرنا نتنياهو ونعرف حدود ما يستطيعه وحجم المأزق الإسرائيلي، ولأن البعض يتوهم العكس، لذلك تبدو عودة نتنياهو الى الحكم فرصة لتحطيم هذه الأوهام.