أخيرة

دبوس

لبنان الجديد

ما الذي يمنع القوى المافياوية في لبنان، والتي ابتلعت مئات البلايين من الدولارات على مدى العقود الفائتة ان تجد لها طريقة لابتلاع الثروات الموعودة من النفط والغاز في الآتي من السنين، ويخرج الشعب اللبناني مرة أخرى بالفتات، أو من المولد بلا حمص، ونعود نندب ظلم الزمان، والحظ العاثر، ونلعن الطائفية، ونشبع القوى الظلامية الآثمة سبّاً وشتماً…
هذا كله لا يُطعم خبزاً، ولا يُجدي فتيلاً، يجب ان يجد الشعب اللبناني ويبتدع الطرق والوسائل التي تتيح له أن يشنّ ضربة استباقية تجهض أيّ محاولة من القوى القائمة والممسكة بقوة بتلابيب الدولة، ولا يلوح في الأفق رغبتها في التخلي عن امتيازاتها المكتسبة واستحواذها على مفاصل القرار ومن ثم الثروات، أين التدقيق الجنائي لماذا لا يُصار الى إنشاء كيانات قوية من أولئك الذين ألحق بهم ضرر هائل نتيجة لهذا الفساد وللنهج الطائفي البغيض، وللتسيّب الإداري المنهجي، لأنّ هؤلاء هم عابرون للطوائف، ويجمع بينهم قاسم الخسران الفادح من النظام القائم، فالمتضرّرون من نهب الودائع والمكلومون من حادثة انفجار مرفأ بيروت، وأولئك الذين يرزحون يومياً تحت نير الفاقة وانعدام الأمن الغذائي، والتضخم المجنون، وتحطم سعر الليرة، وتضاؤل ساعات الكهربة، كلّ هؤلاء حريّ بهم إنشاء منصة موحّدة وأداة فاعلة للتصدي للمرحلة المقبلة تبتدئ بالمحاسبة والإطاحة بنظام القضاء المهترئ، وإنشاء نظام مصرفي جديد، والقصاص من النظام القائم…
هل يعقل انّ كلّ هذه الانتهاكات، وكلّ هذا النهب للثروات، والتعدّي على المال العام والفساد، وسرقة ودائع الناس، والفساد المرعب، والاهتراء الإداري، والموات القضائي، ولا يوجد مذنب واحد في السجن، فلنضع هذا المعيار نصب أعيننا، إذا بدأنا نرى الفاسدين يُزجّ بهم في السجون، فاعلموا أننا قد أمسكنا بحبل الخلاص، وإذا استمرّ الحال على حاله، بدون محاسبة وبدون عقاب، والفاسدون يسرحون ويمرحون بلا مساءلة، فاعلموا انّ البلد لا يزال سائراً في الطريق الى الهاوية.
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى