عندما للصدق تبتسم الجراح ضحكة وطن…
} ابتسام الحروب*
كان الوقت أقرب للمساء عندما حط الرحال بنا في حلب…
حكايات هكذا التصقت بجدار القلب ولا أعلم كم سأحتاج من الذكريات والأيام المقبلة لأكتب بعض تفاصيلها… أوثق الصور في كلّ اللحظات علها تكون للأبجدية متكأ وقلباً من حنين.
كان التعب قد أخذ منا جميعاً مداه… وانقسم الفريق في سيارتين، قرّرت نهلة العودة ليلاً إلى سلحب.. وكان الشوق إلى الرفقاء وحلب قوياً يخبرني أنني الليلة سأبيت هنا… كان بجانبي فرح وهلا في الكرسي الخلفي، نجيبة بجوار جورج…
كانت السيارة على صغرها… جميلة دافئة… نتحدث لا نملّ الضحك على أبسط التفاصيل، هو الصليب والهلال بعلاقتين على ما أذكر وخارطة بنجمتين تلوح بينهما.
حوالي الساعة السابعة مساء.
ما زلت أذكر جيداً… كيف كنا على وشك حادث… وبعد لحظات وجدنا أنفسنا بخير… وبدأت الضحكات تعلو…
مختلفون، يا ترى لو كنا متنا من يسبق من إلى الجنة او الى جهنم!؟؟ جماعة الذين آمنوا! أو الذين كفروا! أو باقي الفريق ممن لم نسألهم يوماً عن طائفتهم؟ كانت قوة إيماننا بأننا كلّ لا يتجزأ كهذه الأرض تهزأ بحرب السنوات العشر… ضحكاتنا تضرب بعرض الحائط ترّهات فتاويهم… نغني ملء حناجرنا لوطن رائحة ترابه من دماء الرفقاء…
رغم التعب… تملأ أرواحنا المحبات حدّ النسيان لكلّ شيء إلا أنها سورية التي تستحق…
يتبع
تحيا سورية
*شاعرة قومية