«الحملة الأهلية» اجتمعت في مخيم شاتيلا بمشاركة «القومي»: تأكيد أولوية الوحدة الفلسطينية واستمرار العمل المقاوم لتحرير كلّ الأرض
في الذكرى 105 لوعد بلفور المشؤوم، والذكرى 64 للعدوان الثلاثي على مصر، واعتزازاً بشهداء الانتفاضة الفلسطينية المجيدة وبحضور ناموس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي سماح مهدي ورئيس الدائرة السياسية في حركة (حماس) سامي أبو زهري، عقدت الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة اجتماعها الأسبوعي في «قاعة الشعب» في مخيم شاتيلا بحضور منسقها العام معن بشور ونائب المسؤول السياسي لحركة (حماس) في لبنان جهاد طه، ومقرّر الحملة د. ناصر حيدر وأعضاء الحملة.
افتتح بشور الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الانتفاضة الفلسطينية المتجدّدة والمتصاعدة والمسلحة وآخرهم البطل الاستثنائي عدي التميمي، وابن الخليل الشهيد بركات عودة، ولروح أمّ الشهداء الأربعة في مجزرة صبرا وشاتيلا، المرحومة آمنة حسن بنات (أم عزيز) التي سنشارك جميعاً بواجب التعزية فيها في سفارة فلسطين يوم الجمعة المقبل.
ودعا بشور إلى الربط الدائم بين وعد بلفور المشؤوم (عام 1917) وبين معاهدة سايكس ـ بيكو (عام 1916) التي سعت إلى تقسيم العالم العربي إلى أجزاء، فيما قام الكيان الغاصب من جهته في حراسة التجزئة وتأييدها وتحويلها إلى احتراب مجتمعي، مما يؤكد سلامة شعار» فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق فلسطين».
وقال بشور: إنّ علينا أن نتذكر أنّ العدوان الثلاثي على مصر إنما بدأ بالفعل بالمجزرة التي ارتكبها العدو في قطاع غزة وقام بمذبحة ضدّ الجيش المصري مما اضطر جمال عبد الناصر إلى طلب السلاح من الغرب، فلما رفضت واشنطن وعواصم الغرب طلبه ذهب إلى الشرق وكانت صفقة السلاح التشيكية التي ردّت عليها واشنطن عبر البنك الدولي بوقف قرض 200 مليون دولار لتمويل بناء السدّ العالي، فردّ ناصر بتأميم قناة السويس، الأمر الذي دفع ببريطانيا وفرنسا والكيان الغاصب إلى شنّ العدوان الثلاثي على مصر، مما يؤكد من جديد قدم انحياز الغرب إلى الكيان الغاصب، وارتباط كلّ معاركنا في الأمة بوجود هذا الكيان.
وختم بشور قائلاً إنّ الأمة محتاجة اليوم إلى أمثال جمال عبد الناصر يردّون للمستعمر وكيانه الغاصب الصاع صاعين، مؤكداً انّ روح جمال عبد الناصر مستمرة اليوم بروح المقاومة، الصاعدة في الأمة.
بعد ذلك رحب فؤاد ظاهر ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالحضور في دارهم «قاعة الشعب» المفتوحة للكلّ فلسطيني، ثم تحدث أبو زهري في المجتمعين فأشاد بدور الحملة الأهلية في احتضان القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة حتى التحرير والعودة، ورفضها لكافة مشاريع التطبيع مع الكيان الغاصب الذي يعتدي على مقدسات الأمة كلها في فلسطين، داعياً إلى تعزيز التواصل والتنسيق مع كلّ الجهات الداعمة للحق الفلسطيني وتسليط الضوء على ثوابت القضية الفلسطينية في كافة المحافل.
كما أكد رئيس الدائرة السياسية أنّ تصاعد المقاومة والمواجهة في الضفة الغربية والقدس تأكيدٌ جديد من شعبنا بأنه لن يتخلى عن أرضه مهما بلغت التضحيات، مشدّداً على أنّ المقاومة ستتواصل بكلّ قوةً حتى تحرير الأرض والمقدسات.
وشدّد أبو زهري على حرص حركته على إنجاز ملف الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة ومواجهة المخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية، مثنياً على دور الجزائر في سعيها لتحقيق الوحدة ولمّ الشمل الفلسطيني، متمنياً نجاح القمة العربية في ظلّ رئاسة الجزائر لها.
بعد ذلك توالت مداخلات الأعضاء فأشاروا إلى أهمية المناسبات التي يلتفون حولها وإلى أهمية ترجمة إعلان الجزائر للمّ الشمل الفلسطيني إلى خطوات عملية، مؤكدين على الأخوّة اللبنانية الفلسطينية في مواجهة التحديات راجين أن تكون «قمة فلسطين» في الجزائر هي خطوة باتجاه تصحيح الخلل في العلاقات العربية ـ العربية، ووقف كلّ أشكال الحروب والحصار على دول عربية كسورية واليمن وليبيا، وصولاً إلى السودان ولبنان.
وهنّأ المجتمعون الشعب البرازيلي بفوز صديق فلسطين لولا دا سيليفا برئاسة الجمهورية وأطلعوا من مسؤول العلاقات الدولية في المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن نبيل حلاق على التواصل الذي جرى مع مكتب الرئيس لولا لتهنئته بانتخابه وللتأكيد على استمرار العمل المشترك من أجل قضية فلسطين وكلّ القضايا العادلة في العالم.