علي عبد الكريم مُكرّماً من عشائر بعلبك الهرمل: لولا نصرُ سورية لكانت المنطقة في مسار آخر
كرّمت عشائر وعائلات بعلبك الهرمل سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي بحفل في صالة «قصر العاصي»، حضره النواب: إيهاب حمادة وغازي زعيتر وإبراهيم الموسوي، النائبان السابقان نوار الساحلي والوليد سكريّة، الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي وشخصيات روحيّة وممثلي عائلات وعشائر بعلبك الهرمل ورؤساء بلديّات ومخاتير.
وألقى نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي كلمة أوضح فيها، أن «هذه المبادرة الوفيّة لسورية ولصديقنا السفير علي عبد الكريم علي والتي تُعبّر عن عمق العلاقه بين سورية وبعلبك الهرمل وبين سورية ولبنان كما وصفها الرئيس الراحل حافظ الأسد، هي علاقة شعب واحد في بلدين، مكرّسة في التاريخ والجغرافيا».
وأكد أن «مؤامرة استهدفت سورية ولبنان وفلسطين وكل شعوب هذه المنطقة المقاوِمة للقضاء على القضيّة الفلسطينيّة لأن سورية في رأس المواجهة ضدّ العدو الصهيوني ورأس المواجهة لتحرير فلسطين وهي حضن المقاومة الدافئ».
وتحدّث عن اللسفير علي عبد الكريم وقال «أتانا الى لبنان سفير منذ 13 عاماً مثّل سورية بمواقفها بكل حكمة واقتدار ولم يخضع لكل المطبّات. وها هي المقاومة اليوم تُشارك في هذا التكريم وقلبنا ينزف في الصراع، وشاهدنا الانتخابات السوريّة في لبنان وكان انتصاراً كبيراً. ونحن نفتخر بهذه العلاقة الدائمة والثابتة على مشروع المقاومة بين لبنان وسورية وبين المقاومة وسورية وبين أمين عام حزب الله قائد المقاومة الإسلامية السيد حسن نصر الله وبين سيادة الرئيس بشار الأسد وسوف نستمر في هذه العلاقة التي كرّست بالدم المشترك والعطاء والتضحيات المشتركة في لبنان وفي سورية».
من جهته، أكد رئيس الهيئة التنفيذيّة لحركة أمل مصطفى الفوعاني، أن «سورية استطاعت أن تُواجه الإرهاب الذي هو وجه آخر للعدو الإسرائيلي، واستطاعت بقيادتها وشعبها وجيشها أن تُحبط مشروع التطبيع الذي حاول البعض تمريره ومنذ سنوات طويلة وعادت سورية الأسد كما كانت وستبقى قلب العروبة النابض عنفواناً ومقاومةً وانتصاراً، وهي التي انحازت دوما الى المقاومة في لبنان وفلسطين، وهي التي تعرّضت لأبشع مؤامرة كونيّة سقط معظم رموزها وبقيت سوريو».
وألقى محمد رفعات ناصر الدين كلمة عشائر وعائلات بعلبك الهرمل، وتوجه إلى المُكرّم بالقول «كم يُشرّفنا حضورك ويُفرحنا وجودك بيننا وسط أهلك، وأنت الذي كنت طيلة 13 عاماً مثالاً للشقيق الخلوق ممثّل الدولة الشقيقة والصديق الوفي لشعبنا الوفي وخير مُمثّل لفخامة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد».
وأكد أن «متانة العلاقات التي تربط لبنان وسورية يحكمها التاريخ وتُكملها الجغرافيا ويُصادق على توقيعهما واقع النبض في قلوب الشعبين في الضفتين المتصلتين، ولا تستطيع ان تُغيّر الواقع سياسات أو إملاءات أو حروب ولا تستطيع أيّ خلافات أن تُشوّه أو تُلغي أو تتنكّر لعلاقات الأخوة ووحدة المصير».
أمّا السفير علي عبد الكريم فقال «أُغادر لبنان وأنا أحمل في قلبي صوراً لصداقات وذكرى لخبرات، وقد شُرّفت بتأدية مهمتي بما حملته من رؤية وتوجيهات من السيد الرئيس بشار الأسد، وبما لمسته من ودّ وإخاء، وبما استفدته من خبرات نتيجة تجارب كثيرة حرصت سورية فيها على التعالي عن الصغائر وترميم ما أصاب العلاقات في بعض الأوقات جرّاء محاولات البعض التشويش على الصلات الأخويّة بين البلدين».
أضاف «سورية والمقاومة في لبنان كانتا شريكتين في صناعة نصر سيكتبه التاريخ على الإرهاب التكفيري، ستتناقله الأجيال فلولاه لكانت المنطقة في مسار آخر. إن عالمنا يتشكّل اليوم، وسورية ولبنان أحوج ما يكونا لبعضهما ولا سيما لبنان، وعلينا أن نتكامل ونتعاون على خارطة نجاة لأن أيّاً منّا لا يستطيع النأي بنفسه عن الآخر، فالجغرافيا حاكمة والتاريخ واحد والعائلات منقسمة على طرفي الحدود، كذلك التحديات لا تستثني أحداً منّا. والعدو الإسرائيلي والإرهاب التكفيري شرّان متربصان بالبلدين، فلنُرِدْ بأنفسنا خيراً، وسورية لم تتعامل إلاّ بمنطق الإخاء والمسامحة حيث الفائدة والمصلحة، أمّا الشتيمة فهي لغة الضعيف».
وإذ تمنّى لسورية ولبنان الأمان والاستقرار والتكامل، شدّد على أننا «نضع نصب أعيننا عودة الأراضي المحتلة كافّة والنصر لفلسطين، وكل العرب وكل العالم يعرفون أنها كانت وما تزال العنوان الرئيسي الذي لم ولن تُفرِّط سورية به. ولكننا منفتحون على المبادرات التي تحمي مصلحة ووحدة شعبنا».
وختم «جزيل الشكر لكم جميعاً على هذه الاستضافة الكريمة، أحييكم في أرض الودّ والوفاء والقضايا العظيمة».
وكانت كلمتان لراعي أبرشية القاع الأب إليان نصرالله وللنائب السابق الوليد سكريّة.
وفي الختام، تسلّم السفير علي عبد الكريم درعاً عبارة عن سيف قدّمته له عشائر وعائلات بعلبك الهرمل. ثم أُقيم غداء على شرف المُكرّم.