الوطن

لا مخاوف أمنية والحلول متاحة

‭}‬ عمر عبد القادر غندور*
ليست المرة الأولى التي يدخل فيها لبنان فراغاً دستورياً لا أفق له، وإفلاساً مالياً واقتصادياً، وانكشافاً على مستوى أمنه الغذائي والاستشفائي، ويقول البنك الدولي انّ لبنان يواجه أسوأ أزمة اقتصادية وهي إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية منذ العام 1850، وبات اللبنانيون اليوم مقتنعين انّ أزمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية ستدوم طويلاً في ضوء الانسداد الإسمنتي بين الأطراف السياسية المتصارعة!
وليس جديداً على لبنان مثل هذه الأزمات التي يترجمها المثل اللبناني الشعبي «طول عمرك يا زبيبة بطرفك هالعودي»! ويستعظم البعض ان تفشل أربع جلسات نيابية في انتخاب رئيس جديد، وقد غاب عن هذا البعض انّ انتخاب الرئيس العماد ميشال عون احتاج إلى 45 جلسة نيابية على مدى 29 شهراً الى ان تمّ انتخابه في 31 تشرين الأول 2016، وهو الرئيس الثالث عشر على قائمة رؤساء لبنا في مرحلة ما بعد الاستقلال.
وأكثر ما يزعج اللبنانيين في الوقت الراهن الخشية من استمرار الفراغ على كلّ المستويات وتآكل إدارات الدولة وانعدام فاعليتها وحاجتها الى الكهرباء وحتى الى الأوراق اللازمة للإفادات العائلية !
بينما يحلق ارتفاع سعر الدولار حتى باتت ربطة الخبز تثقل كاهل اللبنانيين تزامناً مع تحليق وباء الكوليرا ولم نشف بعد من كورونا.
إلا أنّ أكثر ما يقلق النفوس، الخشية من اضطرابات أمنية على نحو الحروب الأهلية بسبب عدم انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة فاعلة ليست على قياس حكومات تصريف الأعمال.
إلا أننا نرى أنّ الخشية من اندلاع اضطرابات أمنية بسبب عدم وجود رئيس للجمهورية وحكومة فاعلة، هي مجرد أوهام وانّ السياسيين وزعيقهم وتبادل التصريحات النارية هو جعدنة للاستهلاك المحلي، وهم بالتالي أدوات لا يملكون قرارهم! ولو أراد المشغلون إشعال الحرب الأهلية لفعلوها بوجود رئيس وحكومة…
أما الخشية من عودة نتنياهو على رأس حكومة الاحتلال فهو هذيان لأنّ الترسيم البحري مع العدو جرى بوساطة أميركية، وبالتالي انّ نتنياهو والذي سبقه يدركان انّ لبنان ليس مقطوعاً من شجرة وانّ الجيش والمقاومة التي أرست قاعدة توازن الرعب منذ عقدين من الزمن، هي حاضرة وناظرة وجاهزة وناطرة…
أما انتخاب الرئيس الجديد فسوف يتمّ بين ليلة وضحاها وفور وصول كلمة السرّ…

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى