دبوس
النضال على الطريقة «الدعبسية»
لن يخرج دعبس عن السياق، أستطيع أن أتوقع، وفي أيّ مناسبة، وفي أي استدارة سياسية او استراتيجية ماذا سيقول دعبس، يظنّ هو وشلّة الأونطة حواليه، في مؤتمر قمة الجزائر، كان يجلس خلفه من الشلّة، رياض المالكي صاحب نظرية الأفق السياسي، وحسين الشيخ كبير دجّالي السلطة، ورائد من رواد التنسيق الأمني والانبطاح الاختياري المطلق، يظنّ اّن قليلاً من العويل والصراخ، وممارسة النواح السياسي سوف يجدي فتيلاً، وفي واقع الحال، هو لا يمارس ذلك بالتلقائية التي يحاول اصطناعها، هو يحاول ان يعطي انطباعاً بأنه يحترق ألماً بسبب مساعي كيان الاحلال للتهويد والمصادرة…
الاستيطان الذي ابتلع ثلاثة أرباع الضفة، تحت سمعه وبصره وتطنيشه، وربما موافقته، هو أشدّ خطورة من التهويد، هو مصادرة لوطن يُدعى فلسطين، وابتلاع على رؤوس الأشهاد لوطننا القومي، ويأتي التهويد من ثم كتحصيل حاصل، فلن يضير الشاة سلخها بعد ذبحها، والذبح هو الاستيطان، أما السلخ فهو التهويد،
دعبس ذهب معهم من خلال المفاوضات العبثية، وكبح جماح أيّ مقاومة قد تتصدّى لجريمة الاستيطان بعيداً، فالتطنيش هو أخو القبول، وأكاد أقول شريكاً في الجريمة، لقد أصبحت هذه النغمة مضحكة، ومثيرة للشفقة في خطابه السياسي، خاصة بعد توقف المفاوضات العبثية، وغياب أفق رياض المالكي السياسي، أصبح يتوّج خطابه بلازمة فيها احتراق ومرارة مصطنعة شعبوية يستطيع بها ان يجذب الى ناحيته البلهاء، ولكنها في الاستراتيجيا تؤشر الى انّ الرجل وزبانيته في السلطة وصلوا الى مرحلة الخواء الاستراتيجي، ولم يعودوا حتى يسمعوا صدىً لهرائهم وترّهاتهم، وباتوا يدبكون والناس في مأتم…
أما نحن، فإننا نرى بأنه كلما اتجه الكيان الطارئ نحو مزيد من العنصرية والفاشية والنازية، كلما ترسّخت لدينا القناعة بأنّ ما أخذ بالقوة، لا يُستردّ بغير القوة.
سميح التايه