حزب الله: تدخّلات سعوديّة مسمومة لمنع اللبنانيين من الحوار ندوة البخاري لحماية “الطائف” تحوّلت إلى دعوات لتعديله
بالرغم من محاولة السفير السعودي وليد البخاري تكريس اتفاق الطائف صيغةً نهائيّة للحكم في لبنان وقطع الطريق على أي دعوات لوضعه على طاولة التشريح السياسي والدستوري والوطني لمعالجة مكامن الخلل فيه أو البحث عن نظام جديد، معلناً الموقف السعودي الحاسم بالتمسّك بمضمون “الطائف” والذي رفده بموقف للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ناقلاً عنه أنه أكد له “أن لا نيّة لفرنسا للدعوة إلى مناقشة اتفاق الطائف ولن يكون هناك نيّة لذلك”، برزت خلال الندوة التي نظّمها السفير السعودي لحماية الطائف، أول من أمس في قصر الأونيسكو لمناسبة الذكرى 33 لإبرام الاتفاق في السعوديّة، أصوات داعية إلى ضرورة إعادة فتح أوراق “الطائف” لاحتوائه ثُغراً جسيمة تسبّبت بالأزمات التي شهدها لبنان منذ تطبيقه.
وهذا ما ألمح إليه أحد المشاركين في مؤتمر الطائف النائب السابق بطرس حرب الذي تحدّث في الندوة، عن وجود ثُغر ظهرت في الممارسة، معتبراً أن “اتفاق الطائف ليس قرآناً منزّلاً وليس إنجيلاً مقدّساً لا يجوز مسّه، الطائف قابل للتعديل إنما ضمن إطار المبادئ الوطنية التي قام عليها لبنان”. فيما رأى المطران بولس مطر ممثلاً البطريرك الماروني بشارة الراعي، أن “الطائف بنى لنا أموراً أساسيّة”، لافتاً في الوقت عينه إلى أن “لبنان له ثوابته وله متغيراته” ليؤكد أن “أفضل نظام سياسي خاضع للتغيير ضمن حوار يجب ألاّ يتوقف. الحوار كالدورة الدمويّة، إذا توقّفت مات الجسم كله. الحوار واجب علينا بمحبة وبأخوّة”.
من جهته، شدّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط في مداخلته “على تطبيق كامل بنود الطائف قبل البحث في تعديله بدءاً من مجلس الشيوخ إلى اللامركزيّة الإداريّة وانتهاءً بإلغاء الطائفيّة السياسيّة، مضيفاً “إن كل ذلك لا معنى له إذا لم ننتخب رئيساً للجمهوريّة”. فيما شدّد الرئيس فؤاد السنيورة على “أن الأهم انتخاب الرئيس الذي يُفترض أن يكون مؤمناً حقيقةً بالطائف”.
وأوضح رئيس اللجنة الثلاثيّة العربيّة للاتفاق السفير الأخضر الابراهيمي، أن أول هدف للاتفاق هو وقف الحرب.
وكتن قد حضر الندوة رئيس “تيّار المردة” النائب السابق سليمان فرنجيّة الذي قال رداً على سؤال “طول عمرنا مهتمون بالطائف ونحن جزء منه. لقد لبيّت الدعوة من سعادة السفير السعودي ولم أحضر بسبب رئاسة الجمهوريّة”.
وعن موقف حلفائه قال “حلفائي مع الطائف”.
إلى ذلك، أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، إلى أن “هناك تدخلات مسمومة علنيّة من السعوديّة تُريد أن تحرّض اللبنانيين بعضهم على بعض، وتمنعهم من الحوار”، متسائلاً “هل يحقّ للسعوديّة أن تتدخّل في الشؤون اللبنانيّة”.
كما أكد أنه “لم يطرح أي أحد من الأطراف الرئيسيّة المعنيّة في البلد تغيير الطائف، ونرى أن استخدام هذه القضيّة، هو للتغطية على التدخلات الخارجيّة التي تمنع الحوار بين اللبنانيين، وتمنع انتخاب رئيس توافقي، ونحن لن نسمح لأيّ دولة خارجيّة أن تُمارس وصايةً على لبنان، أو أن تُحدّد مواصفات الرئيس”.
بدور، كتب أمين الهيئة القياديّة في “حركة الناصريين المستقلّين – المرابطون” العميد مصطفى حمدان على مواقع التواصل الاجتماعي “نحن الذين لم نكن لا شركاء ولا أجراء، في منظومة فدراليّة المذاهب والطوائف، التي اتخذت من دستور الطائف ستارةً وغطاءً لكل موبقاتها. لبنان طائفهم لم يرتقِ إلى أن يكون دولة بل مجرد محميّة للطوائف والمذاهب، وسلاحاً لحروب إلغاء مُتجدّدة كانت تلوح بالأفق”.
وقال “أيها المعنيون مباشرةً بدستور الطائف في الداخل والخارج، إذا كان هناك من داخل، تنفيذ دستور الطائف كلٌّ لا يتجزأ يبدأ بإسقاط عصابة الفساد والإفساد الحاكمة، بهم لا طائف ولا من يحزنون”.