الطلاب اليمنيون في سورية… إبداع في زمن الحرب

‭}‬ إنعام خرّوبي
يقول الإمام علي بن أبي طالب: «اثنان لا يشبعان، طالب العلم وطالب المال»، لكنّ من نتحدث عنهم هنا جعلوا من العلم هدفهم فصار مالهم وحصادهم الذي لا يزالون يسعون إليه بحب ونهم وببأس شديد وإرادة لا تلين.
شاءت ظروف الحرب أن يغترب اليمنيون عن بلد كان يوماً ما «سعيداً» وأن يحطّوا رحالهم أينما تيسّر لهم ذلك بعيداً من ويلات الحرب وشرورها، وكان للشام نصيب من هؤلاء المغتربين قسراً والذين لم يشعروا يوماً على أرضها بأيّ اغتراب، بل ظلت، وإنْ ضاقت بدموعهم المقل وضجّ بهم الحنين إلى الوطن الجريح، الحضن الدافئ الحامي وقد جمع المصاب بلديْن بوركا معاً في الأحاديث القدسية الشريفة.
أبدع الطلاب اليمنيون في سورية في شتى المجالات وحازوا أعلى الشهادات من أعرق جامعاتها في الطب والعلوم المختلفة والأدب، فكانوا خير ممثل لبلادهم التي لطالما كانت مهداً للإبداع، والحصاد الوفير الذي كان أخيره وليس آخره شهادة الدكتوراه من «جامعة دمشق» للطالب محمد العقاب عن أطروحة بعنوان «تقييم إنتاج الغلوكوزيدات القلبية من مزارع الكالوس لنبات الديجالتس الأرجواني Digitalis prupurea بإستعمال طرائق التقانات الحيوية»، نال عنها مرتبة الشرف بمعدل (98.2%).
حضر مناقشة الأطروحة التي جرت أمس في جامعة دمشق، سفير الجمهورية اليمنية في سورية عبدالله صبري ووفد من أعضاء البعثة الدبلوماسية اليمنية، رئيس مكتب الاتصال القومي نايف القانص، وعدد كبير من الطلبة العرب من الجامعات السورية وجامعة دمشق.
رغم ضجيج طبول الحرب وويلاتها، يشقّ الطلاب اليمنيون في سورية طريقاً إلى بلادهم، علّهم يُسهمون يوماً بخبراتهم ونجاحهم وصبرهم بإعادتها إلى ما كانت عليه، بلاد تردّد الدنيا نشيدها، وقد قيل عنها يوماً ما يثبته شعبها مع كلّ إشراقة شمس: «مقبرة الغزاة».