أخيرة
د. خلود عبد النّبي ياسين
د. خلود عبد النّبي ياسين
أخبرتك ذات يوم أنّي
من نسل القادمات من الماء
الواردات إليه
أمدّد قمصان الغائبين
تحت الشّمس
وأترك عيني للرّيح
ليجفّ ملحها..
أنزع أحلامي قبل النّوم
أرتّب صوتي قبل الحديث
أغذّيه بمربّى التّوت البرّي
ثمّ ألتفت يميناً وشمالاً
أنتظرك
وأكمل حديثي مع نفسي..
فأتخيّل من يشكّل طيني بين يديْه
ومن يغمس عسل عيوني في عينيْه
ومن يرتشف كلماتي
كمن لا يُدرك خاتمته
ويكون بقربي
خارج القدر
خارج النّصّ…
كرجل بلع روحه هارباً من الجميع..
رجل كلّما سعى للغياب
مسحتُ له غبار المدى
بتلويحة..
كي يعود..
فيقول لي حقيقة واحدة
الحبّ: هو أنتِ
لأنّك.. امرأة
والأخريات.. نساء
فأكمل صناعة السلّة من أغصان الشّجر الغريب
وأجمع فاكهة الحبّ فيها
فنلتهم الحُبّ بقشرته..
وأرمي في هذا النّهر أمنيتي
كي لا يمسك بها سواه…