دبوس
قرن الشيطان
مضحك هو مشهد الإرهابي الذي ارتكب مجزرة مزار شيراز، وهو جالس يبايع «الخليفة»، تيس يشدّ على يد تيس آخر، فيبايعه على أن يقوم بقتل أطفال ونساء وشيوخ يمارسون شعائر حب الله والرسول وآل بيته، هل هنالك كوميديا أكثر من ذلك؟
السيناريو نفسه الذي تكرر مراراً وتكراراً قبل ذلك، ونفس الثالوث الأعرابي الصهيو ـ أنجلوساكسوني والذي دمّر سورية والعراق، ويعيث فساداً وتخلّفاً وتدميراً في طول الأمة وعرضها، في باكستان وأفغانستان، وفي نيجيريا والصومال، حيث يفرّغ الدين من محتواه الخيري، ويتحوّل الى سيمفونية من الشرّ والقتل والدم…!
مال أعرابي يُبذل بسخاء، ومقاتل إرهابي لم يمرق الدين أبعد من سمت جلده، وجدلية دينية تمّ العثور عليها في مزابل التاريخ البدوي، أو استحداثها من فتات الفكر الوهابي البوهيمي الضال، لا تستند الى أيّ دالة فقهية او قيمة دينية إلا في ثنايا عقل مغرق في ضلاله، وسادر في تعزيز سردية لا جذور لها إلّا في عقله الضحل المارق…
وتستمرّ ماكينة إنتاج هذه البلوى من قلب نجد، فدعونا لا نضحك على أنفسنا بعد الآن! نعم، من قلب نجد، التي وسمها الرسول منذ أربعة عشر قرناً، بقرن الشيطان، لم يحد تشخيصه عن الحقيقة قيد أنملة، كما لم يحد عن الحقيقة في منطقة أخرى حينما ضرب على فخذ سلمان الفارسي وقال، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا، لتناوله رجال من فارس، رفعت الأقلام، وجفت الصحف.
سميح التايه