التعليق السياسي
السفير علي عبد الكريم علي
عرفناه منذ عقود في مواقعه الإعلامية المتعددة وصولاً إلى مواقعه الدبلوماسية التي انتهت به سفيراً لسورية في لبنان، يوم قرّرت سورية الاستجابة لرغبة لبنان باعتماد التبادل الدبلوماسي بين البلدين، واختارت الأديب والشاعر والإعلامي الذي شغل منصب سفيرها في الكويت ليكون سفيرها الأول في لبنان، وهكذا بدأت المسيرة الجديدة مع السفير علي عبد الكريم علي من مقر مؤقت في شارع الحمراء إلى حين انتهى بناء مقر السفارة التي صارت محجة لمئات آلاف السوريين المقيمين في لبنان، وصالون أصدقاء لسورية يجمع الذين فرّقت بينهم السياسة اللبنانية.
خلال ثلاثة عشر سنة مرت من بينها سنوات الحرب العجاف التي شنّت على سورية، والتي تورّط فيها بعض اللبنانيين، حمل السفير علي تمثيل سورية بفخر وتواضع، محاولاً إعادة لمّ شمل ما فرّقته اللعبة الدولية التي أرادت جعل لبنان منصة من منصات الحرب على سورية، فأصرّ على جعل السفارة السورية منصة لحوار لبناني سوري ولبناني لبناني حول سورية ومعها، تحت عنوان تعافي سورية من عافية لبنان وتعافي لبنان عافية لسورية.
مرّ الاستحقاق الرئاسي في سورية عام 2014 كمحطة فاصلة في عمل السفارة السورية والسفير علي عبد الكريم، وفوجئ العالم بما حملته مشاركة السوريين في الانتخابات عبر سفارتهم في بيروت، ليكونوا الشهادة على حجم تعلق السوريين بوطنهم ووفائهم لقيادة الرئيس بشار الأسد، وصار هذا التاريخ الفاصل، محطة يستند إليها الكثيرون في إعلان لاجدوى مواصلة الحرب، واليأس من فكّ عرى الترابط بين الشعب السوري والرئيس الأسد، وقد كان السفير علي عبد الكريم في قلب صناعة هذه المعركة، التي عادلت واحدة من معارك الحرب الكبرى في حجم إنجازها لكن دون دماء.
ينهي السفير علي عبد الكريم مهامه في لبنان، وقد أضاف الى صداقاته الكثيرة مع لبنانيين الكثير من الأصدقاء الذين عرفوه خلال مهامه كسفير، لكنه أضاف الى كلّ الذين عرفهم صورة لسورية فيها الكثير من الثقافة والأخلاق والإبتسامة الدائمة، وقد كان للإعلاميين نصيب من هذه الصادقة وتلك الخصال.
هذه التحية للسفير هي استحقاق صداقة وليست مجرد مجاملة، وهي تحية لما بذله بصدق من أجل لبنان وسورية والعلاقة بينهما، مترفعاً عن لغة الاستفزاز والأذى الكلامي التي لم يجد أعداء سورية غيرها للتعبير عن غضبهم وغيظهم من انتصار سورية ومن أخلاق سفيرها.