الوطن

نصر الله: أميركا اللعنة والطاعون والوباء تمنع المساعدة عن لبنان وكلّ حكومات «إسرائيل» سيّئة المقاومة لا تحتاج غطاء أو حماية… ونُريد رئيساً لا يتآمر عليها ولا يطعنها في الظهر

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الإدارة الأميركيّة هي التي تمنع المساعدة عن لبنان، واصفاً إيّاها بـ»الطاعون واللعنة والوباء الذي تُخرجه من الباب فيعود من النافذة ويتسلّل من جديد لأن لا حدود لأطماعه وأهدافه». وشدّد على أن المقاومة في لبنان ليست بحاجة لغطاء أو حماية، وأن من حقّها الطبيعي ومن حقّ جمهورها أن يكون في البلاد رئيس للجمهوريّة لا يطعنها في ظهرها ولا يتآمر عليها ولا يبيعها.
جاء ذلك في كلمة للسيد نصرالله أمس بمناسبة «يوم الشهيد»، أوضح في مستهلّها أن «مناسبة يوم الشهيد هي اليوم الذي اقتحم فيه أمير الاستشهاديين مبنى الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور ودمّره تدميراً كاملاً وأدّى إلى مقتل ما يزيد عن 100 جندي وضابط إسرائيلي في أقلّ من دقيقة»، مشيراً إلى «أن العدو صُدم بهذه العملية وآماله وأحلامه بإدخال لبنان في العصر الإسرائيلي تحطّمت، وهذه العملية أسست للتحرير الأول ومن بعدها بدأ العدو بالتفكير بالانسحاب».
وأضاف «هذه المناسبة العظيمة اتّخذها حزب الله يوماً للشهيد، وهو يوم لكل الشهداء، ونحن نعتبر أن أيّ شهيد في محور المقاومة في العراق واليمن وسورية هو شهيدنا».
كلّ الحكومات «الإسرائيليّة» سيئة
وتطرّق إلى نتائج الانتخابات «الإسرائيليّة»، مؤكداً أنه «بالنسبة لنا لا فرق، كلّهم أسوأ من بعضهم، الحكومات التي تعاقبت على الكيان كلّها حكومات مجرمة وغاصبة ومحتلّة ولا تملك شيئاً من القيم الأخلاقيّة والإنسانيّة».
وأشار إلى أنه «في داخل فلسطين المحتلة هذه الانتخابات لها تداعياتها وآثارها التي يجب أن تُتابع على مجتمع العدو الذي يُعاني من الانقسامات الحادّة وعلى مستقبل الكيان، وخصوصاً إذا سلّم بعض المسؤوليّات الحساسة عنده إلى حمقى والحمقى لا يخيفوننا بل سيودون به».
ضمانات لبنان عناصر قوته
وأكد أن «لبنان الذي يحميه هو الله ومعادلة القّوة معادلة الجيش والشعب والمقاومة وعندما نكون أقوياء هذا العدو سواء كان من اليمين أو اليسار يفهم القوة ولغة القوة، وبالتالي بالنسبة لنا الأمر لا يتغيّر أياً كان رئيس حكومة العدو».
ولفت إلى أن «البعض يعتبر أن ضمانته في تعيين الحدود البحريّة هو الالتزام الأميركي، إن شاء الله يفون بالتزامهم وإن عادةً لا يوفون بها، لكن ضمانتنا الحقيقيّة هي قوة لبنان وعناصر القوة التي يملكها».
وفي ما يتعلّق بالانتخابات الأميركيّة النصفيّة، سأل السيد نصرالله «بالنسبة لمنطقتنا ما الذي كان يتغيّر بين الديمقراطي والجمهوري؟» وقال «المشروع الأميركي مستمرّ والأهداف واحدة، نحن شعوب هذه المنطقة لم نرَ إلاّ الحروب والنهب والهيمنة والاحتلالات وفي رأس جرائم الشيطان الأكبر هو وجود إسرائيل»، معتبراً أن «كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم ضدّ الإنسانيّة وبقاء احتلالها تتحمّل مسؤوليته الولايات المتّحدة الأميركيّة بديمقراطييها وجمهورييها، وبالتالي بالنسبة لنا ما الفرق بين الشيطان إذا ارتدى الأحمر أو الأزرق؟».
وأكد أن «على شعوب وحكومات المنطقة بدل أن ننتظر ونربط مصيرنا بالجمهوري والديمقراطي في أميركا، يجب أن نعود ونُراهن على أنفسنا ووحدتنا والحوار فيما بيننا وتعزيز عناصر قوتنا الوطنيّة والقوميّة على أن نتكئ على الله وأنفسنا وأصدقائنا المخلصين».
أميركا هي اللعنة والوباء
وتعليقاً على ما قالته المسؤولة الأميركية المعنيّة بلبنان في الخارجيّة الأميركيّة، قال السيد نصرالله «لا أُريد أن أناقش السيناريوهات بل أقف عند جملة عندما تحدثت عن «الخلاص من حزب الله»، واستخدمت عبارة بالإنجليزية واختلف المترجمون بين «اللعنة» و»الطاعون» و»الوباء»، وأضاف «إذا كان اجتياح 1982 لعنةً ووباءً تخلّصنا منه فهو طاعون صُنع في الولايات المتّحدة الأميركيّة يعني MADE IN USA وأنتم اللعنة».
وتابع «أنتم الإدارة الأميركيّة اللعنة والطاعون والمقاومة التي يُمثّل حزب الله فيها فصيلاً أسياسيّاً إلى جانب إخوانه من فصائل المقاومة هو الذي أزال هذه اللعنة وطرد هذا الطاعون من لبنان»، مشيراً إلى أن «الوباء الأميركي تُخرجه من الباب فيعود من «الطاقة من البخواش»، يتسلّل من جديد لأن لا حدود لأطماعه وأهدافه». وأضاف «الطاعون الإرهابي والتكفيري واللعنة والوباء الإرهابي والتكفيري، أنتم أتيتم به إلى منطقتنا، وحزب الله والشعب اللبناني والجيش اللبناني هم الذين واجهوا هذا الطاعون في الجرود».
وتوجه إلى الأميركيين بالقول «أنتم جئتم بالفوضى إلى لبنان في تشرين، هذا الحراك الذي حصل في لبنان وكان لنا منذ اليوم الأول شجاعة اتّهامه في خلفيّته وإدارته» وسأل «من الذي أراد الفوضى في لبنان عام 2019 عندما فشلت مشاريع الحرب الأهليّة قبلها؟ أنتم الأميركيون، ولم تتركوا خطّاً أحمر لا رئيس جمهورية ولا مقام ولا حرمة ولا زوجة ولا أخت ولا بنت هذا كلّه كان متعمّداً».
وسأل أيضاً «ألم تكن مطالب فوضى 17 تشرين تقويض الدولة؟ هذه لعنة وطاعون ووباء الأميركيين، ووقف الوطنيون في لبنان مقابل هذه الفوضى ومن بينهم حزب الله الذي تصفينه باللعنة والطاعون».
وقال «عندما كان لبنان ما زال يُقدّم دعماً للبنزين والمازوت والغاز ويدفع بالعملة الصعبة، تحدثنا مع الإخوة في إيران وقبلوا نتيجة خصوصيّة لبنان بيع لبنان الفيول والبنزين والمازوت والغاز بالليرة اللبنانيّة، وكان سيوفّر مليارات الدولارات على الخزينة، لكن الأميركيين منعوا وهدّدوا».
وأردف «لم يتجرأوا على إرسال وزير الطاقة إلى إيران، بل ذهب وفد تقني وقلنا لا مشكلة وأردنا أكل العنب، نحن من الناس وبين الناس، طلب الوفد اللبناني كميّة وتمّت الموافقة عليها من دون قيد أو شرط أو ملاحظات»، مشيراً إلى أن إيران «تُريد مساعدة الشعب اللبناني والدولة، لكن الموضوع متوقّف بعد أشهر بسبب اللعنة الأميركيّة التي منعت هذه المساعدة». وأضاف «لا يتجرأون على قبول المساعدة الإيرانيّة بسبب التهديد الأميركي، من هو اللعنة والطاعون والوباء؟».
وتابع «لم يُنجزوا اتفاق الترسيم حبّاً باللبنانيين ولا لأجل أن يصبح لديهم غاز، هذا كذب ونفاق، هو قال بلسانه أنجزنا الاتفاق لتجنيب المنطقة الحرب، لأن الادارة الأميركيّة لها أولويات مختلفة وتعرف ظروف الكـيان ومعنى الذهاب إلى حرب وما يُمكن أن يحصل في كل المنطقة»، مردفاً «لا يُربّحنا أحد جميلة، لبنان حصل على مطالب الدولة اللبنانيّة بقوته وبالتقاطه للحظة التاريخيّة».
وسأل «من الذي يمنع إلى الآن وصول الغاز المصري والكهرباء الأردنيّة إلى لبنان؟، مشيراً إلى «أن من يفرض قانون قيصر الذي يُحاصر لبنان هو الأميركي» وتساءل «من الذي يتحمّل مسؤولية كل المظالم في منطقتنا، وكل ما كان يجري في إيران وفي فلسطين؟ هذا الطاعون الأميركي».
وأكد أن «إيران انتصرت من جديد على الفتنة والمؤامرة الأميركيّة الإسرائيليّة الغربيّة، وانتصرت انتصاراً كبيراً وحاسماً، وهذا سيزيدها قوة إلى قوتها».
ولفت إلى أن «أهمّ شرط هو أن تعرف عدوّك وصديقك، لكن عندما تلجأ إلى عدوك من عدوك وتلوذ إلى الوحش بالوحش، ما المصير الذي تنتظره؟ لا يكفي أن نُدين اللعنة الأميركيّة بل يجب دعوة اللبنانيين للوقوف وعدم الاستسلام للطاعون والوباء، يجب اتخاذ إجراءات وإلاّ هذا الطاعون سيطيح بك».
رئاسة الجمهوريّة موقع مصيري
وتناول انتخابات رئاسة الجمهورية، لافتاً إلى «أن هذا ملفّ مهم جداً ننظر إليه بأهميّة بالغة، والفراغ في الرئاسة ليس هدف أحد، ونريد رئيساً بأسرع وقت مُمكن وهذا ملف يعني اللبنانيين جميعاً، لأن الفراغ في سدّة الرئاسة ينعكس على كل الوضع اللبناني وهذا لا يعني أنه لأجل سدّ الفراغ يجب أن نسدّه بأيٍّ كان، عندما نتحدث عن أهميّة موقع الرئاسة ومصير بلد لست سنوات، رئاسة الجمهوريّة موقع حسّاس ومصيري للبنان».
وأشار إلى أن «مسؤوليّة اللبنانيين أن يعملوا ويناضلوا سياسياً للوصول إلى الخيار الأفضل والأنسب لشغل هذا الموقع والمسؤولية. صحيح أن عامل الوقت ضاغط لكن هذا يجب ألاّ يؤدي إلى ملء الموقع بأيٍّ كان».
وشدّد على أن «في لبنان عناصر قوة يجب الحفاظ عليها ومن أهمّ المواقع المعنيّة بالحفاظ على عناصر القوة موقع رئاسة الجمهوريّة، وهذا موضوع إستراتيجي والمقاومة هي أحد عناصر القوة الأساسيّة»، لافتاً إلى أن «هذه المقاومة كل يوم هي مستهدفة».
ورأى أن الأسوأ «هو أن الأميركيين الذين يعتقدون أن سيناريو الفوضى يُمكن أن يؤدّي إلى إنهاء المقاومة في لبنان أنهم يتحدثون علناً أنهم يدعمون الجيش اللبناني لأنهم يعتبرونه مؤهلاً لمواجهة المقاومة، الجيش اللبناني قيادةً وضباطاً ورتباء وجنوداً يرفضون هذا الموقف بالمطلق».
وتابع «في ظلّ تدخل أميركي تفصيلي في لبنان فيما يندى له الجبين لبلد يدّعي بعض أهله أنهم أهل سيادة وحريّة واستقلال، نحن كمقاومة وجمهور مقاومة يحقّ لنا كجزء كبير من الشعب أن نقول نريد رئيساً للجمهوريّة في بعبدا مطمئناً لهذه المقاومة وهذا طبيعي وأضعف الإيمان».
وأكد أنه «مع الرئيس العماد إميل لحود، هذه المقاومة التي صنعت التحرير عام 2000 وقاتلت بالعسكر والسياسة عام 2006 كانت مطمئنة من ظهرها، أن لا رئيس جمهوريّة يطعنها في ظهرها أو يخونها أو يتآمر عليها».
وأضاف «مع العماد ميشال عون في هذه النقطة التي هي إستراتيجية وكبرى على مدى 6 سنوات، كانت هذه المقاومة التي حمت ودافعت وكانت عاملاً حاسماً في إنجاز الحدود البحريّة، كانت آمنة الظهر 6 سنوات، لأن في بعبدا كان هناك رجل شجاع لا يبيع ولا يشتري ولا يخون ولا يطعن في الظهر».
وأشار إلى أنه «لو أن صاحب القرار في لبنان حزب الله ولو أن الدولة في يمين حزب الله كانت لديكم اليوم كهرباء عشر ساعات، لكن من يمنع عنكم ذلك هم الأميركيون»، مؤكداً أننا «لا نُريد رئيس جمهوريّة يحمي ويُغطّي المقاومة، المقاومة في لبنان ليست بحاجة لغطاء أو حماية، ما نُريده رئيس لا يطعن المقاومة في ظهرها ولا يتآمر عليها ولا يبيعها، فقط وهذا حقّنا الطبيعي».
وأوضح أن «هناك مواصفات أخرى يجب التوقف عندها، لكن أحببت أن أُركّز على هذه الصفة التي نعتبرها الحدّ الأدنى» وتابع «عندما تطلب مني أن أنتخب فلاناً وهو من أول الطريق يناقشني بالمقاومة «يعني مبلشين غلط يا شباب». إذا كنّا نُريد لبنان قوياً يستخرج النفط والغاز ويكون عصيّاً على الفوضى، يجب أن نبحث عن رئيس جمهوريّة بهذه المواصفات».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى