الشغور يُراوح وسط تصاعد الأزمات وبعض التفاؤل «الوفاء للمقاومة» و«التنمية والتحرير»: للتحاور والتفاهم على رئيس لائق بشعبنا المُقاوم
أسبوع جديد يُطلّ على الشغور الرئاسي الذي ما زال يُراوح مكانه، بينما البلد لا يزال يتخبّط في الأزمات المتصاعدة، على كل المستويات، من دون بروز معطياتٍ تشي باقتراب الحلّ (باستثناء بعض التسريبات المتفائلة) وذلك بسبب تسليم بقايا 14 آذار قرارهم لسفارات الخارج ورفض التحاور الداخلي للوصول إلى تفاهم على شخصيّة الرئيس الجديد للجمهوريّة بأجندةٍ وطنيّة، تُطمئن الجميع، بعيداً من الاستفزاز والتحدّي.
وبالتوازي مع هذه الأجواء الملبّدة، عزا رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد استمرار الشغور الرئاسي إلى «عدم التفاهم على الرئيس اللائق بشعبنا المُقاوم، وعندما يحصل هذا التفاهم»، مؤكداً أنه «عندما يحصل هذا التفاهم يكون هناك رئيسٌ للجمهورية، ونحن مستعجلون على ذلك أكثر من كل الآخرين، والمسألة ليست بارتفاع الصوت، وإنما بجديّة الفعل».
وأشار خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله لشهداء «المقاومة الإسلاميّة» في بلدة مجدل زون الجنوبية، إلى أن «البعض في لبنان يتعنّتون اليوم التعنت نفسه الذي واجهناه لتعطيل تشكيل الحكومة، لأنهم يريدون رئيساً يأتي به الآخرون من خارج البلاد ليصبح رئيساً للبلاد، وهذا لن يكون بكل بساطة مهما طال الزمن».
وأكد أننا «نريد دولة تعكس مصالح أبناء الوطن، وتنفتح على الخارج، وتتعامل مع الخارج على قاعدة حفظ المصالح المشتركة بين اللبنانيين وغيرهم، علماً بأننا لسنا دعاة عزلة عن الآخرين، بل دعاة انفتاح على قاعدة التزامنا قيمنا ومشروعنا».
بدوره، شدّد النائب إبراهيم الموسوي، خلال لقاء نظّمه «مركز باسل الأسد الثقافي الاجتماعي» في بعلبك حول مستقبل العلاقات اللبنانيّة – الايرانيّة، على «أن «حزب الله لا يبحث عن حماية أو غطاء من خلال انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، فرئيس الجمهورية المأمول والذي يجب أن يأتي، لا نطلب ولا نريد منه أن يحمى المقاومة أو يشكّل غطاءً لها، نُريده أن لا يتآمر على المقاومة وألاّ «يتبربع» إذا اتصلت به السفارة الأميركية أو السفيرة الأميركيّة، نُريده أن يكون رجل دولة سيد نفسه، يحترم شعبه، يحترم وطنه، يحترم تضحيات المقاومة التي أثمرت سيادة وعزّة وتضحيات، وهذا يؤسّس لضمان واستقرار وأمان لبنان».
من جهته، لفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي، في حفل تأبيني في بلدة زبدين الجنوبيّة، أن بعض السياسيين «يُمعن بزرع الخلافات في بلدنا حتى يضعُف كيان الدولة وتُصبح الساحة مكشوفة أمام التدخلات بأسرها من سفراء وسفارات. يجمع أحدهم اللبنانيين وآخر يُعطي تعليماته للبنانيين وآخر يُعطي رأيه وعليكم أن تسيروا به، فأين السيادة التي تتغنّون بها» وقال «إذا كانت سيادتنا بأوامر من سفراء فلا نُريدها، سيادتنا نستمدّها من دماء الشهداء وحماية الوطن فلا يُمكن لسفير أن يجمع ساسة البلد ويُعطيهم تعليمات ولا يُمكن لدولة أن تتدخّل في شؤوننا لزرع الخلاف والشقاق».
وإذ لفت إلى أن «الخطر كبير وعلى الجميع أن يتنازل ويُقدّم مصلحة الوطن على كل المصالح الأخرى»، اعتبر أن «الأولى أن نبحث عن وحدة داخليّة طرحها الرئيس نبيه برّي وتقوم على التحاور والتفاهم لانتخاب رئيسً للجمهوريّة يجمع اللبنانيين ولا يُفرّقهم، ولكن البعض يُريد رئيساً يُفرّق اللبنانيين ويزرع الخلاف وقبل أن يصل إلى سُدّة الرئاسة يبحث عما يفعل بسلاح المقاومة وقوّتها، نقول تعالوا لنتحاور فنُنقذ هذا البلد ونُنقذ المواطن من ضائقته».
في الأثناء، برز موقف لرئيس الهيئات الاقتصاديّة الوزير السابق محمد شقير الذي أشار في تصريح، إلى أن «من يُتابع أخبار لبنان في الخارج يلحظ كميّة تفاؤل أكبر بمستقبل البلد من الذي يُتابعها في الداخل. فبعد اتفاق الترسيم، انتقل لبنان من مكانٍ إلى مكان آخر، ووفق المعلومات الموجودة فإن موضوع انتخاب رئيس جمهورية سيكون قريباً»، متمنّياً «أن تأتي فترة الأعياد في ظلّ وجود رئيس جمهورية يحمي الجميع وقريب من الجميع وحاضن لكل اللبنانيين».
وقال «لبنان يحتاج إلى رئيس توافقي لجميع اللبنانيين يجمعهم مع بعضهم بعضاً ولا يُفرّقهم ورئيس يستطيع إعادة تقوية العلاقات اللبنانيّة مع الخارج وخصوصاً الدول الخليجيّة»، معتبراً أن «كل ما تتمنّاه اليوم المملكة العربية السعوديّة أو دول الخليج هو أن يأتي رئيس جمهوريّة يُرضي الشعب اللبناني ويكون قريباً من الجميع ويفتح الحوار مع الجميع».
إلى ذلك، ردّ المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي اعتبر أنه «أمام فشل مجلس النواب الذريع في انتخاب رئيس جديدٍ للجمهوريّة (…) لا نجد حلاًّ إلاّ بالدعوة إلى عقد مؤتمر دولي خاص بلبنان». ورأى قبلان في بيان، أن «الحلّ السيادي الإنقاذي يمرّ بالمجلس النيابي حصراً لا بأيّ مؤتمر دولي» وقال «تطويب لبنان للخارج ممنوع، والمؤتمر الدولي تذويب للسيّادة اللبنانيّة، وتجريب المطابخ الدولية مرّة أخرى نحرٌ للبنان، والحرب الأهليّة مثال قريب على اللعبة الدوليّة».