دردشة صباحية
على هامش مؤتمر البحرين (8)
يكتبها الياس عشّي
فماذا كان يجري في أوروپا؟
بعد سقوط الامبراطورية الرومانية دخل الأوروپيون في سبات عميق، وتوقفوا عن التنفس مع تدخل رجال الدين في كلّ شاردة وواردة، وفرضوا تعتيماً كاملاً على علامات الاستفهام كي لا يحلّ الشكّ المنهجي كبديل عن الإرهاب الديني، وفرضوا على العلماء، والكتّاب، والفلاسفة، وأصحاب العقول النيّرة قوانين صارمة تقضي إمّا بتكفيرهم وحرقهم، وإن “عدلوا” فبحرق كتبهم.
في هذا الوقت بالذات كان “بيت الحكمة” نقطة الدائرة في الفكر الحرّ، وحوار المذاهب والأديان والملل. ولم يسجّل، في هذه الفترة المشرقة من تاريخ العرب والإسلام، أنّ أحداً قتل أو سجن أو اغتيل لأنه خاض تجربة الحوار الديني. في هذه الأجواء انتشر الدين الإسلامي في بقاع كثيرة من الأرض، إذ إنّ المقارنة كانت بين فكرتين: الحرية الفكرية، أو عبودية الفكر.
(وفي الغد لقاء آخر)