مقالات وآراء

لِنكن كما أرادنا الزعيم…

‭}‬ حنان سلامة
في كلّ عام، نحتفل بعيد تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، حيث تكون التفاتة لإعادة قراءة الأسس والمبادئ التي اعتمدها أنطون سعاده لاستنباط أفكاره قبل تأسيسه الحزب.
عند طرح أيّة قراءة جديدة لمبادئ الحزب، ينبغي أن تُبنى على قراءة فكر ما قبل التأسيس، والاطلاع على جهود الآخرين وما قدّموه من أفكار خلّاقة، ونقصد بذلك عصر روّاد النهضة، انطلاقاً من بطرس البستاني مروراً بخليل سعاده وأمين الريحاني وجبران خليل جبران، وصولاً الى تاريخ الفكر… تاريخ بناء مستمرّ وحلقات متتابعة. من هنا، نسلط الضوء على المراحل الثلاث الرئيسة لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي:
ـ أفكار النهضة في القرن التاسع عشر.
ـ قراءة تلك المراحل لفهم آلية تطوّر فكر أنطون سعاده.
ـ مرحلة التأسيس في السادس عشر من العام 1932.
إنّ منهجية تفاعل هذه المراحل الثلاث، تفرض على الباحث التعمّق في التفاصيل لتفكيك العام ومناقشته. ولأنّ هذا الأمر يحتاج الى الإطالة في الشرح، فسوف نكتفي بتسليط الضوء على النقاط الرئيسة التالية:
في رسالته من سجن الرمل في العاشر من كانون الأول عام 1935 إلى محاميه حميد فرنجية، شرح سعاده أسباب تأسيسه الحزب حيث لخّصها بالسؤال التالي: «ما الذي جلب على أمتي هذا الويل».
ثم طرحه مسألة تحتاج الى الدرس والنقاش: «إنّ الحزب لم ينشأ خصّيصاً لأنّ الانتداب موجود، بل لجعل الأمة السورية موحّدة وصاحبة السيادة على نفسها والإرادة في تقرير مصيرها. ولمّا كان الانتداب أمراً عارضاً، فإنّ النظر في موقفه وموقف الحزب منه يأتي في الدرجة الثانية أو الطور الثاني، السياسي».
إنّ الفكر القومي الاجتماعي الذي طرحه سعاده وأسّس من خلاله الحزب لحمايته ولتحقيقه في المجتمع، شمل تحديد مواقفه من كلّ الأفكار والقضايا والعقائد، كما حدّد نظرته إلى العلاقات مع أمم العالم العربي، وكذلك حدّد موقفه ونظرته من الصراع العالمي، ووضع النظرية التي تقول بتفاعل المجتمعات الإنسانية وفق مصالحها المشتركة، أيّ أنه تناول كلّ ما يتعلق بالأمة ووجودها وحياتها، وما يتعلق بدورها في المجتمعات الإنسانية وفي العلاقات الدولية .
في محاضرة له في بيونس آيرس ـ الأرجنتين عام 1939، ذهب سعاده إلى أبعد من ذلك وأعلن: «إنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي ليس حزباً سياسياً من دون صفة ثابتة، بل هو أكثر من ذلك قليلاً، هو حركة الشعب السوري الدافعة به ليحتلّ مركزه في العالم، هو رسالة الشعب السوري إلى سورية أولاً وإلى العالم أجمع، رسالة الحرّية والوحدة والواجب والنظام». إذ إنّ عقيدة الحزب معنيّة بالمجتمع السوري وبالمجتمعات الإنسانية كافة، وهي للوجود الإنساني بمجتمعاته المتلاقية والمتباينة.
انطلاقاً مما تقدّم، وإيفاءً لدم سعاده وجهوده لبقاء حزب لا تزيله او تفكّكه الصعاب، وإيماناً منّا بعقيدتنا السورية القومية الاجتماعية، دعونا نعمل يداً بيدٍ لصون الحزب ووحدته، علّ هذا اليوم التاريخي العظيم يكون صوت ضميرنا الواعي لكي نعود إلى لغة سعاده، ونكون كما أرادنا الزعيم حين تحدث عن النهضة قائلاً انّ النهضـة لها مدلول واضح عندنا وهو: خروجنا من التخبّط والبلبلة والتفسّخ الروحي بين مختلف العقائد، إلى عقيدة جلية صحيحة واضحة نشعر أنها تعبّر عن جوهر نفسيتنا وشخصيتنا القومية الاجتماعية، إلى نظرة جلية، قوية، إلى الـحياة والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى