الوطن

«القومي» أحيا عيد تأسيسه بحفل استقبال حاشد في فندق الريفييرا ـ بيروت بحضور رسمي وسياسي ودبلوماسي وحزبي لافت: رئيس الحزب الأمين أسعد حردان: قيام الدولة المدنية القادرة والعادلة والقوية ضرورة وممرّ إجباري لمنع تقسيم لبنان وتحويله دويلات طائفية

اعتدال صادق
أما وقد أتمّ الحزب السوري القومي الاجتماعي تسعين عاماً جليلة على تأسيسه في السادس عشر من تشرين الثاني في العام 1932، ها هو يقف على عتبة قرن من الزمن، ولما يزل على تحفزه الأوّل مثالاً ويقيناً ووضوحاً جلياً للمفاهيم القومية، ومتأهّباً على الدوام لأمر جلل. كما أنّ صوت المؤسّس أنطون سعاده لم يغب مطلقاً حكماً وفعلاً وثباتاً عن واجب السوريين القوميين المتمسّكين بمبادئ الحزب وبحضوره ودوره الريادي الذي دفعوا من أجله أثماناً غالية، وقد بذلوا الكثير من غير منة.. ولا يزالون مستعدّين لمزيد من البذل والعطاء…
تسعون عاماً مرّت على بنيان الحزب، حياة وحقاً وأغراضاً سامية. حزب سوري قومي اجتماعي بحت، محض، صرف، نهض على عقيدة جلية تامة وملزمة. حزب كما أراده سعاده ميثاقه المتقدّم تشييد النهضة وصيانتها، حزب قائم على وحدة الأمة.
تسعون عاماً حافلة بالتحديات والمصاعب والشدائد وما برحت، أما الحزب فهو، ورغم العصف الخطر، باق وراهن أكثر من أيّ وقت مضى، ماض في تعاليم سعاده وعقيدته، ورسوخ حقيقة منطلقاته والمرتكزات الفكرية والعلمية والفلسفية التي أقام عليها صرح العقيدة السورية القومية الاجتماعية ومؤسّسات الحزب انخراطاً في التصدّي للتحديات السالفة منها والمستجدة.
تسعون عاماً، والحزب، بالحجة والبرهان، متمسك بعقيدته فكراً ونهجاً، صراعاً وثباتاً على مبدأ سلامة الحزب وصوناً لمؤسساته انطلاقاً من أنّ «مصلحة سورية فوق كلّ مصلحة» وهي مسؤولية دونها المحال وتضع كلّ المسؤوليات ما بعدها في حكم «القضاء القدر»، في الذوْد عن خياراته وأهدافه القومية على وقع أحوال عصية على الأمة ومليئة بالصعاب من الوريد إلى الوريد، بحرها وبرها، فأولوية الحزب حماية الحق القومي على معابر الأمة، وفي سبيل ذلك، انخرط القوميون أفواجاً وأبطالاً وقوافل شهداء، مقاومين صارت أسماؤهم كلّ الحكاية ذوْداً عن حقوق الوطن ووحدته في معركة الوجود القومي، صراعاً ومقاومة، «فالوطن ما بيموت».
واليوم كما غداة تسعين عاماً مضت ومن «هلق لتخلص الدني» نحن كما نحن، نشأنتا نشأة جنود يرتفعون… هي قوة الحق فينا ولا يظننّ أحد أنّ القوميين السوريين بمتنازلين عن هذا الدور قسراً أو تعسّفاً، اعتباطاً أو ابتلاعاً، ولكم من تاريخ الحزب العبر والدروس…
تسعون عاماً، وتكبر المسؤوليات التي يضطلع بها القوميون الاجتماعيون على مدى مساحة الوطن، كما في الانتشار الاغترابي يمثلون أمة واحدة بوجهها العريق لا أخلاطاً وتكتلات متنافرة النفسيات فمثلوا وطنهم خير تمثيل.
تسعون عاماً، والقوميون ماضون بنضالهم مساراً عقائدياً نهضوياً علمانياً مقاوماً متوهّجاً فعّالاً بصحة عقيدتهم ومتانة أسسها وعمق نظام حزبهم الأخلاقي ومناقبيته العالية المرتكزة على قيَم الحرية والواجب والنظام والقوة.
تسعون عاماً.. لنا فيها من معاني التأسيس تحدياً على المضيّ في الصراع حتى الرمق الأخير حزباً فاعلاً شامخاً قوياً.
تسعون عاماً، ليسوا إلا حافزاً متجدّداً يلقي تبعات نضالية إضافية وإيماناً حاراً لتراكم الإنجازات، فكراً وممارسة، إيماناً واستشهاداً وصناعة التغيير ارتقاء وسمواً.
في هذه المناسبة التي تسكننا بعناد ضوئها ومعانيها، لنا بها يقيناً قاطعاً مساراً وقراراً وإرادة انتصار، من جيل راكم فعل التاسيس إلى أجيال لم تولد بعد، تلك الأجيال التي استشرفها سعاده وخاطبها كحقيقة حتمية لا محال.
إنه العيد التسعون لهذا الحزب العظيم…
وفي العيد نحتفل، مبارك لكم العيد وبالعزّ يا أصحاب العيد…

أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيسه بحفل استقبال حاشد في فندق الريفييرا ـ بيروت، بحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري مُمثلاً بالنائب محمد خواجة، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مُمثلاً بنائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، نائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي وزراء ونواب حاليين وسابقين وأعضاء من السلك الدبلوماسي، قادة وممثلي الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وممثلي الهيئات الروحية ورؤساء القوى العسكرية الأمنية والمؤسسات القضائية والنقابات ووسائل الإعلام والهيئات الأهلية والفاعليات الاجتماعية، ورؤساء بلديات ومخاتير .
ومن الحضور
وزير الإعلام زياد المكاري، النواب: غازي زعيتر، د. قاسم هاشم، أمين شري، د. أيوب حميد، د. عدنان طرابلسي، د. فريد البستاني، د. فادي علامة.
النواب والوزراء السابقون: عبد الرحيم مراد، محمود قماطي، رئيس تحرير البناء ناصر قنديل، مروان شربل، أمين عام رابطة الشغيلة زاهر الخطيب، رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب على رأس وفد، بشارة مرهج، الياس حنا، عدنان منصور، رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن ممثلاً بمارون رزق الله، طارق الخطيب ممثلاً التيار الوطني الحر على رأس وفد، رئيس تيار الكرامة فيصل كرامي ممثلاً بصباح خضر، الامين العام لحركة النضال اللبناني العربي فيصل الداود، رئيس حزب التضامن اميل رحمة،
ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الدكتور غازي قانصو، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ممثلاً بناجي صعب،
مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلاً بالرائد فؤاد موسى، مدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلاً بالرائد صلاح الحاج، مدير عام وزارة الصحة فادي سنان،
سفير الجمهورية العربية السورية في لبنان علي عبد الكريم علي، سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور ممثلا بخالد العبادي، القائم بأعمال سفارة الجزائر في لبنان، المستشار في سفارة روسيا الاتحادية اندري موستايف، المستشار السياسي في سفارة الجمهورية الإسلامية الايرانية حميد ثاني، ممثل السفارة العراقية مثنى يوسف، ممثل السفارة النيجيرية، القنصل في السفارة السودانية في بيروت، السفير هيثم ابو سعيد ممثلاً بأديب أسعد، القنصل فادي سيف النصر،
أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان علي حجازي على رأس وفد، مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف، رئيس حزب الوعد جو حبيقة، عضو قيادة حركة أمل علي عبدالله، عضو قيادة جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية د. بدر الطبش، رئيس حزب التيار العربي شاكر برجاوي، رئيس حزب الوفاء أحمد علوان، رئيس التجمع اللبناني العربي عصام طنانة، رئيس حزب شبيبة لبنان العربي نديم الشمالي، عضو قيادة الحزب العربي الديمقراطي مهدي مصطفى، نائب رئيس تيار الفجر مؤمن عبدالله الترياقي، القيادي في التيار الوطني الحر رمزي دسوم، رئيس «المركز الوطني» في الشمال كمال الخير، وفد من حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون برئاسة فؤاد الحسن، ممثل حركة التوحيد الاسلامي مأمون حرفوش، وفد من الحزب الديمقراطي اللبناني، عضو قيادة حزب الاتحاد د. أحمد مرعي، رئيس الحزب العربي الإشتراكي الدكتور علي حرقوص، عضو قيادة رابطة الشغيلة حسين عطوي
نقيبة المحامين السابقة أمل حداد، الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب عمر زين، رئيسة المجلس النسائي اللبناني عدلا الزين، المدير العام السابق في وزارة العمل رتيب صليبا، نقيب المحامين ناضر كسبار،
رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، نقيب المحررين جوزيف قصيفي ممثلاً بيونس عودة،
مصطفى سعيد ممثلاً منظمة العمل الدولية، غزوى الخنسا ووفد من هيئة دعم المقاومة الاسلامية، أمل فواز.
القاضي زياد دواليبي، العميد بهاء حلال، العميد عبد السلام سمحات، روي عيسى الخوري، د. حيان حيدر، نائب رئيس جمعية تجار الحمرا محمد الريس، د. يوسف البسام، هاني فياض، الأسير المحرر صادق القضماني، المدير في فدرال بنك حسن حلاوي، علي فواز،
وفد من قناة المنار ضم بهاء النابلسي وحسين حيدر ومحمد فرحات، رئيس التحرير في قناة الميادين عماد خياط، الصحافي والكاتب السياسي رضوان عقيل، مدير مركز بيروت للأخبار مبارك بيضون، مدير مكتب وكالة سانا د. جمال المحسن، د. صقر أبو فخر، الدكتور علي عباس حمية، المستشار القانوني الدكتور قاسم حدرج، الخبير الاقتصادي والمالي أحمد بهجة، الإعلامي منجد شريف، جانين ملاح، ريما شرف الدين، رئيس التجمع الإنمائي لساحل بيروت الجنوبي يوسف كامل جابر، اتحاد عمال نقابات الجنوب محمد مشعلاني، مقرر الحملة الأهلية لنصرة فلسطين د. ناصر حيدر، كمال شيّا (اتحاد بلديات بحمدون ـ جرد عاليه)، ، رئيس المنبر البيروتي ناظم عز الدين.
مسؤول المكتب العمالي في حزب الله هاشم سلهب على رأس وفد، مسؤول وحدة النقابات في حزب الله، ليندا صعب على رأس وفد سيدات الشويفات، وفد جمعية نور، نائب رئيس جمعية كشافة المهدي، مختار مجدلبعنا ماهر عبد الخالق، رئيس بلدية مجدلبعنا روزبا عبد الخالق ونائبه جابر عبد الخالق، الدكتور شفيق الحاج شحادة.
وفد من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) برئاسة أمين سر الحركة في لبنان وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اللواء فتحي أبو العردات، وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة مسؤول العلاقات السياسية أبو جابر لوباني. وفد من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل، وفد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) برئاسة ممثلها في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، وفد من حركة الجهاد الإسلامي برئاسة ممثلها في لبنان إحسان عطايا، وفد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة برئاسة مسؤولها في لبنان وعضو المكتب السياسي أبو كفاح غازي، وفد من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح – الإنتفاضة) برئاسة مسؤولها في لبنان وعضو المكتب السياسي أبو هاني رميض، وفد من طلائع حرب التحرير الشعبية – قوات الصاعقة برئاسة أمين عام الساحة اللبنانية وأمين سر فصائل التحالف الوطني الفلسطيني مازن عبد اللطيف، وفد من جبهة التحرير الفلسطينية برئاسة عضو اللجنة المركزية ومسؤول العلاقات السياسية هشام مصطفى، وفد من جبهة التحرير العربية برئاسة عضو قيادة الجبهة في لبنان ومسؤول منطقة بيروت أحمد صبري، وفد من جبهة النضال الشعبي الفلسطيني برئاسة مسؤولها في لبنان شهدي عطية، وفد من الإتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) برئاسة عضو المكتب السياسيّ ومسؤول إقليم لبنان ناصر حسون، وفد من حركة الإنتفاضة الفلسطينية برئاسة عضو قيادة إقليم لبنان وأمين سر منطقة بيروت أبو شادي الشهابي، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية – أنصار الله حربي خليل، القيادي في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني صالح شاتيلا.
وكان في استقبال المهنئين رئيس الحزب أسعد حردان، رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، والرئيسين السابقين للحزب حنا الناشف وفارس سعد والمسؤولون المركزيون.
قدّمت لرئيس الحزب وكيل عميد الإعلام رمزا خير الدين.
حردان
ألقى رئيس الحزب الأمين أسعد حردان جاء فيها:
للطبيعة فصول، تتبدّل وتتغيّر، صيف وشتاء، شمس وغيوم، براعم وزهر.
وحده تشريننا، اختصر كلّ الفصول فاستحال نبضاً للحياة المتجدّدة جهاداً وصراعاً، وصار بالحق عنواناً للتضحية والفداء.
فيه شعّ نور النهضة، حزباً وعقيدة وقضية،
وعياً ومعرفة بدّدا ظلمات الجهل،
وفيه ترتوي الأرض مبشّرة بخصب المواسم.
في السادس عشر من تشرين الثاني منذ تسعين عاماً كان تأسيس الحزب، فكرة وحركة، قيَماً معبّرة عن أصالة التاريخ المتجذّر عبر الزمن، وحضارة تفيض عراقة، وهوية جليّة مستعصية على التجهيل.
وقال: نعم، احتفاؤنا اليوم في عيد التأسيس، هو احتفاء بمبادئ وقيَم آمنّا بها،
بالعقل شرعاً أعلى، بالنضال خياراً أوحد، بالارتقاء الإنساني على ثابت الحق ويقين الحقيقة.
والارتقاء مسارٌ لا تقيّده حدود ولا يأسرُه ترسيم.
نعم، هذا هو الحزب الذي أراده أنطون سعاده، حزباً محصّناً بالمبادئ الراسخة، بالثوابت التي لا تتغيّر، ونحن عن هذه المبادئ والثوابت لن نحيد.
نحن حركة صراع، لأننا حركة حياة، و”إننا نحبّ الحياة لأننا نحبّ الحريّة، ونحبّ الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة».
ورأى أن الحياة في قاموسنا كلها وقفة عزّ. هي رسوخ الإيمان بالقضيّة، ونحن على إيماننا راسخون. هي ثبات المواقف ونحن على مواقفنا ثابتون. هي الصراع المستدام، ونحن على عهد الصراع باقون. هي جهاد ونحن في مسيرة الجهاد مستمرون، إلى أن نبلغ الأهداف لخلاص شعبنا وانتصار أمتنا ونهضتها.
وتابع: منذ سنوات ولبنان يشهد انقساماً عمودياً على الموقع والدور وعلى الخيارات، وكأنّ قدره منذ ما قبل استقلاله إلى اليوم، أن يبقى مضطرباً وغير مستقرّ، نتيجة حقب طويلة من الاستعمار والاحتلال الذي رغم اندحاره أبقى مفاعيله المهدّدة لوحدة المجتمع.
وإذ شدد حردان على أن هناك انقساماً، وتحت غمامة هذا الانقسام نرى البعض في مواقفه وسلوكه يستحضر مخطط التقسيم الذي رفضناه وحاربناه وأسقطناه. وإنّ هذا المخطط حمله وجسّده الطائفيون والمذهبيون وهم اليوم يحاولون تمريره من جديد بعناوين، ظاهرها الإصلاح، وباطنها الإطاحة بالسلم الأهلي وإعادة البلد الى مربع الفوضى والعبث والاقتتال خدمة لأعداء لبنانـ أكد أنّ ما يقلق اللبنانيين ليس فقط مشاريع التقسيم والارتهان للخارج، بل انهم قلقون على مستقبلهم، ومستقبل بلدهم، وعلى أمنهم الاجتماعي، وعلى جنى أعمارهم المحتجز في المصارف.
ولفت إلى أننا قلقون من الفراغ في مواقع الدولة ومؤسّساتها، ومن غياب الإصلاح الحقيقي، ومن تراجع واضمحلال دورها الراعي، ومن تفاقم الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية، من انقطاع المياه والكهرباء، ومن فقدان رغيف الخبز ونقص الدواء، إلى الارتفاع الجنوني في أسعار السلع والمحروقات والمواد الغذائية، وعدم القدرة على تحمّل أعباء فاتورة الاستشفاء، في حين أنّ الرواتب تكاد لا تغطي سوى الجزء اليسير.
استطرد بقوله: رغم كلّ هذه الأزمات، لا نرى إجراءات من الدولة تبدّد قلق المواطنين وتخفف من معاناتهم، لا بل تجيّر مسؤولياتها للشركات والكارتيلات القابضة على حياة اللبنانيين ولقمة عيشهم. وليس خافياً أنّ بعض الداخل يستثمر في الحصار الاقتصادي والسياسي الخارجي المفروضين على لبنان، فهو يعمل ضمن أجندة تجويع اللبنانيين وإخضاعهم.
لهؤلاء نقول: لبنان عصيّ على التطويع ولن يستسلم لمشيئة محاصريه، ومهما أغدق الخارج من أموال على وسائل التضليل والغش ستبقى إرادة اللبنانيين أقوى وأصلب في الحفاظ على الوحدة وحماية السلم الأهلي.
مشدداً على أنّ حزبنا هو حزب الشعب، نؤكد وقوفنا الى جانب الشعب، نتبنّى مطالبه المحقة والمشروعة، ونعلن أننا نريد دولة المواطنة اللاطائفية، دولة عمادها قضاء نزيه لا قضاء مسيّس غبّ الطلب، دولة تحارب الفساد والمفسدين، تحفظ حقوق المودعين، فودائعهم خط أحمر.
دولة لا تخضع لإملاءات الخارج وضغوطه، بل تكون سيّدة قرارها. وإننا نسأل لماذا لا تقبل الدولة الهبات من روسيا وإيران وغيرهما تلبية لحاجات الشعب.
دولة تصون المؤسسات الإعلامية وحرية الرأي والتعبير، لا دولة عاجزة عن القيام بأبسط واجباتها تجاه الإعلام، فتغطي انقلاباً على القيَم والحرية المسؤولة.
دولة تذهب باتجاه قوانين عصرية تحصّن وحدة لبنان، وفي مقدّمها قانون انتخابات على أساس الدائرة الواحدة والنسبية خارج القيد الطائفي.
دولة تؤمّن للجيش اللبناني كلّ مستلزماته، فهذا الجيش يعتنق عقيدة قتالية في مواجهة العدو الصهيوني ويدافع عن لبنان ووحدته وسيادته.
دولة لا تتنكّر لتضحيات أبنائها الذين قاتلوا العدو الصهيوني وقاوموه ودحروه عن أرض لبنان. فهؤلاء على اختلاف انتماءاتهم الحزبية، شكلوا مقاومة ظافرة، وهذه المقاومة، يجب أن تُحمى فلا تُطعن في الظهر، وحمايتها بترسيخ المعادلة الذهبية والماسية، القائمة على ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»، وهذه المعادلة كرّست عناصر قوة لبنان، وأسقطت معادلة «قوة لبنان في ضعفه» ومقولة «الحياد» بين الحقّ والباطل.
واستدرك بقوله: من هنا، نرى أنّ قيام الدولة المدنية القادرة والعادلة والقوية، خيار ضروري وممرّ إجباري، لتجنيب لبنان الوقوع في فخ التقسيم وتحويله إلى دويلات طائفية وفدراليات مذهبية والتي هي وصفة انتحار للبنان واللبنانيين.
والأولوية بالنسبة إلينا، هي ترسيم الثوابت والخيارات الوطنية، ترسيماً وفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني، فلا افتئات على هوية لبنان،
ولا على حقه المشروع في مقاومة العدوان وتحرير ما تبقى من أراضٍ محتلة وثروات في البر والبحر، ولا على علاقاته المميّزة مع سورية، ولا على أيّ شكل من أشكال الكرامة الوطنية والقومية التي دفعنا في سبيلها تضحيات وشهداء.
من هنا ندعو إلى حوار جدّي، لتحصين الوحدة وحماية السلم الأهلي، وهذا يتطلّب إرادة صادقة ومصمّمة على إنتاج الحلول للخروج من الأزمات،
وأول هذه الحلول إنجاز الاستحقاق الرئاسيّ بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة على قاعدة الالتزام بالثوابت والخيارات الوطنية وبما يضمن انتظام عمل المؤسّسات لتتحمّل مسؤولياتها على الصعد كافة.
أما إذ كان البعض يرى ضالته في الانقسام والتشرذم والفراغ، فإنّ التاريخ سيحمّله مسؤوليّة الاعتداء على الدستور وتصديع الوحدة وإضعاف لبنان.
إنّ بنود وثيقة الوفاق الوطني التي هي الدستور، واضحة وصريحة، فهي تؤكد على العلاقة المميّزة مع دمشق، وعلى إلغاء الطائفية، وعلى اللامركزية الإدارية لخدمة الناس وإنماء المناطق والأرياف على قاعدة الإنماء المتوازن، ولذلك، نشدّد على تطبيق بنود وثيقة الوفاق، وعلى الدولة اللبنانيّة أن تبادر فوراً إلى القيام بالخطوات المطلوبة لاستعادة العلاقة الطبيعيّة المميّزة مع سورية، والتواصل مع الحكومة السورية في كل الملفات لا سيّما ملف عودة أهلنا النازحين إلى مدنهم وقراهم. مع تأكيد أنّ العلاقة المميّزة مع سورية فيها مصلحة اقتصادية واجتماعية مشتركة للبلدين، ولبنان هو المستفيد الأول.
في هذا السياق وجب التذكير بأنّ سورية دفعت أثماناً باهظة لتثبيت اتفاق الطائف، بدءاً بدورها في إنهاء الحرب وتحقيق السلم الأهلي إلى المساعدة في توحيد مؤسسات الدولة اللبنانية وإعادة بنائها، وفي مقدمها مؤسسة الجيش اللبناني.
ولولا سورية لما نعم لبنان بالأمن والاستقرار، وهذه حقيقة لا يتنكّر لها إلا الجاحدون والمرتبطون بأجندات خارجية.
نعم سورية وقفت الى جانب لبنان ومقاومته، ووقفت مع فلسطين ومقاومتها، ونتيجة هذا الموقف تعرّضت لحرب إرهابية كونية لإسقاطها موقعاً ودوراً، لكن سورية صمدت وانتصرت وهي تتعافى لتعود وتتصدّر الدور عربياً وإقليمياً ودولياً،
وهذا كله بفضل الصمود الاستثنائي والتضحيات الجسام ودماء الشهداء.
وأشار حردان إلى أن حيث تتزامن ذكرى تأسيس حزبنا مع ذكرى الحركة التصحيحية المجيدة، في السادس عشر من تشرين الثاني، فإننا نتوجه الى سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً بأسمى آيات التهاني، مؤكدين الاستمرار معاً على طريق التأسيس والتصحيح.
أما فلسطين، وهي جوهر قضيتنا، فإننا نؤكد المؤكد، فلسطين كلّ فلسطين هي لشعبنا، والخيار الوحيد لتحرير فلسطين هو المقاومة. ونحن نرى القوى الفلسطينية بمختلف فصائلها وقواها، توحّد الصف والبندقية، وهذا أقوى ردّ على العدو الصهيوني وعلى المتآمرين والمشتركين في مخطط تصفية المسألة الفلسطينية.
وإننا في هذه المناسبة نحيّي شعبنا ومقاوميه على ما يبتدعونه من وسائل وآليات المقاومة التي تزلزل عتوّ الاحتلال وتؤكد حتمية زواله عن أرضنا.
وختم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي بقوله: في عيد تأسيس حزبنا، نؤكد أنّ لبنان لن يكون في غير موقعه، فهو متجذر في محيطه وبيئته، وواهم من يريد نقله الى الضفة المعادية.
عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى افتدوا هذا البلد بدمائهم وتضحياتهم، وعشرات الآلاف ينتظرون الشهادة في معركة المصير والوجود.
واسمحوا لي أن أتوجّه الى رفقائي أبناء النهضة القومية بالقول:
تماسكوا وتمسكوا بوحدة الفكر والنهج، التزموا بمؤسسات حزبكم، التي اعتبرها زعيمنا من أعظم إنجازاته بعد وضع العقيدة. فالالتزام بالمؤسسات هو التعبير عن إخلاصكم لحزبكم وتفانيكم في سبيل انتصار القضية.
وباسم كلّ القوميين في الوطن وعبر الحدود نجدّد العهد لسعاده، القائد القدوة، بأننا على عهد الفداء والوفاء باقون، ولبلوغ النصر في ميادين الصراع مستمرون.
ولتحي سورية وليحي سعاده.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى