أخيرة

دبوس

بن غفير

هو ذاك، هذا المخلوق الشاذ الدموي الذي من المستحيل أن ينتمي الى فصيلة الإنسان، هذا المخلوق الذي ابتُلينا به حينما تبدّى لنا في أرضنا بدعوى أنّ ربه، والأحرى شيطانه، وعده بأرضنا، وأنّ علينا أن نتلاشى حتى يستتبّ له الأمر على أرضنا، هذا المخلوق الذي حتى قبل ان تبدأ النكبة، وفي معرض حشده للمال وللرجال وللسلاح وللإمكانيات للمضيّ قدماً في مشروعه القميء، كان يستدرج المال في بلاد الأنجلوساكسون تحت شعار، إدفع دولاراً تقتل عربياً، يعني هو سادر في منحى قتلنا بدون أيّ علاقة سبقت ذلك تستدعي هذا الكمّ من الكراهية والرغبة في القتل، ولم نكن إذّاك نكنّ له أيّ مشاعر لا سلبية ولا إيجابية لأنه لم يكن هنالك صراع.
هذا المخلوق الذي أتى إلينا ليستحوذ على أرضنا ويسرق ما نملك، ويقتل كلّ من تسوّل له نفسه التصدّي له ولعدوانيته ودمويته، لا يفلح معه أيّ حوارية سوى تلك الحوارية التي رأيناها البارحة، حينما أقدم شاب في التاسعة عشر من العمر، أيّ من الجيل الذي تنبّأ له بن غوريون أن ينسى، أقدم على قتل 3 من قطعان مستوطنيه بسكين، وجرح مجموعة أخرى.
هو ذاك، أقتلوهم حيث ثقفتموهم، ولا تأخذنكم بهم أية رحمة، إيتمار بن غفير، هذا المعتوه السفيه، والذي فاز فوزاً مدوياً في الإنتخابات الأخيرة، مما يدلّ على التوجّه الكلّي لهذا الشعب المارق، يقول بأنه سيقوم بتغيير قانون إطلاق النار، بمعنى أنه سيعطي شعبه الحثالة، بجيشه وبمستوطنيه الحقّ بإطلاق النار ولو لمجرد الشعور بالخطر، وأن يطلق النار ليقتل، وليس لمجرد الإصابة، وهي في واقع الحال دعوة الى أبطالنا وشبابنا وكلّ شعبنا في ضفة العز والكرامة، بأننا وصلنا الى تلك النقطة التي لا يوجد بعدها من مناصّ سوى ان يمتشق كلّ فرد من أفراد شعبنا، بشبابه وشاباته، برجاله ونسائه، بشيوخه وأطفاله ما تيسّر من السلاح، ثم التربّص لهم كلّ متربّص، وقتلهم كلما أتيح ذلك، بالسكين، بالدهس، أو بالرصاص أو بالمولوتوف، وعلى الباغي تدور الدوائر…
سميح التايه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى