دردشة صباحية
على هامش مؤتمر البحرين (9)
الياس عشّي
(…) وظلّت أوروپا تقاتل من أجل الوصول إلى الحرية الفكرية، وقرأ الناس «روح الشرائع» لمونتيسكيو، و«العقد الاجتماعي» لروسو، وسمعوا ما قاله ڤولتير: «قد أختلف معك في الرأي، لكنني على استعداد أن أموت كي تقول رأيك كما تشاء». وبدأ التململ ثم انفجرت الثورة الفرنسية عام 1769، فسقط «الباستيل» رمز الظلم والطغيان، وأعدم لويس السادس عشر وماري أنطوانيت، وسيطر العلمانيون على الدولة.
والمدهش أنّ أوروپا تنعم اليوم بحرية المعتقد، فيما نحن نختبئ تحت عباءة مليئة بالثقوب، نرتجف خوفاً من السلطات الدينية، أو من السلطات السياسية، أو من سلطة العادات والأعراف والتقاليد التي تجاوزها الزمن وصارت متناقضة مع طموحات العصر وابتكاراته.
وأخيراً لا بدّ من القول إنّ «حوار الديانات» الذي نشهده اليوم بحاجة إلى بند واحد يقول: دعوا الناس يفكرون وحدهم، ودعوا سيوفكم في أغمادها حتى لا تُرفع محارق جديدة، وندخل في الظلمات الذي خرج منه الأوروپيون منذ ألف عام.