أخيرة
دردشة صباحية
قصة الأسد والثعلب
} يكتبها الياس عشي
أراد والد أن يربّي ولده تربية عمل وصناعة، فلم ترق هذه التربية للولد، بل قال لأبيه:
يا أبتِ، لقد رأيت مرة ثعلباً هرماً في الحقول، فجاء أسد وافترس فريسة بقرب الحقل، وأكل بعضها، ثم ترك البقيّة، فزحف الثعلب إليها وأكلها. إنّ الله الذي هيّأ للثعلب رزقه وهو جالس في مكانه، سيرزقني كما رزقه، فلماذا أكدّ وأتعب؟
فقال الوالد:
يا بنيّ اختر لنفسك إحدى الإثنين: إما أن تكون أسداً تأكل الثعالبُ الجائعةُ من فضلاتك، وإما أن تكون ثعلباً جائعاً ينتظر فضلات السباع.
ولم أرَ من ينطبق عليه هذا الحوار أكثر من لبنان دولةً وحكومةً ومسؤولين وزعماء، فلا هم يبادرون، ولا هم يقفون في الصفوف الأمامية، ولا هم قادرون على أن يكونوا جزءاً من المعادلات الدولية الجديدة التي تُكتب فصولها اليوم.