أخيرة
دردشة صباحية
المتنبي وكافور
يكتبها الياس عشّي
سألني أحدهم عن رأيي في ما يجري على الساحة اللبنانية لانتخاب رئيس للبلاد، فرويتُ له ما جرى بين المتنبي وكافور الأخشيدي، وربما كان أسوأ ما فعله المتنبي في حياته:
عندما أدرك المتنبي أنّ الحسّاد في بلاط سيف الدولة الحمداني يتكاثرون حوله، ويجدون أذناً صاغية لدى الأمير، أخذ المبادرة، واتصل بكافور الأخشيدي الذي وعده بولاية، وهذا يفسّر قوله في قصيدته الأولى:
وغيرُ كثير أن يزورك راجلٌ
فيرجِعَ ملْكاً للعراقينِ واليا
وعندما هرب من مصر، ودّع كافوراً بقصيدة هجائية مقذعة، من أبياتها:
من علّم الأسود المخصيَّ مكرمةً
أقومُه البيضُ أم آباؤه السودُ؟
ما كنت أحسَبني أحيا إلى زمن
يسيء بي فيه عبدٌ، وهو محمود
هزّ السائل رأسه، وقال: لقد وصلت الرسالة.