معرض الفنون التشكيلية للهواة والمحترفين في حمص القديمة
أقام ملتقى أورنينا للثقافة والفنون معرض الفنون التشكيلية للهواة والمحترفين في صالة كنيسة مارجورجيوس الأثرية في حي الحميدية وسط حمص القديمة، حيث تلاقى التاريخ مع الفن في محاورة زينت جدران وأعمدة صالة الكنيسة الأثرية المبنية بطوب البازلت الأسود الذي يجسّد عراقة وأصالة أحياء حمص القديمة.
وتنوّعت الأساليب الفنية واللونية في لوحات المشاركين في المعرض الذي شهد حضوراً واسعاً من مختلف الفعاليات الثقافية والاجتماعية والدينية، وتعدّدت موضوعات الفنانين المشاركين متخذة من التراث والتاريخ والإنسان والطبيعة والواقع والسريالية عناوين لها لتغدق جمالاً إضافياً على روعة المكان.
وأوضح ريمون كبرون مدير الملتقى في حديث للإعلام الهدف من إقامة المعرض في هذا المكان، فقال “إن “أورنينا” استثمر المواهب الصغيرة إلى جانب الفنانين التشكيليين الكبار لإقامة المعرض الذي يشارك فيه أربعة وأربعون فناناً وفنانة من مختلف المحافظات السورية ولبنان، مجسّدين في أعمالهم مختلف تجليات الحالات الإنسانية والوجودية بمشاعر تواقة للمستقبل الأجمل والانتصار على كل ما هو مظلم بالريشة واللون”.
بدوره لفت راعي الكنيسة الأب ميخائيل رباحية إلى أن المعرض هو جزء من تنشيط الحركة الثقافية في الأماكن الأثرية ذات الطابع التاريخي والديني، واصفاً إياه بالتجربة الناجحة من حيث تنوّع المدارس الفنية المتوافقة مع كل الأذواق ومن حيث الحضور الكثيف للمعرض من مختلف الشرائح ما يمهد لإقامة نشاطات ثقافية مستقبلاً.
مطران حمص للروم الأرثوذكس جاورجيوس أبو زخم وصف المعرض بالجميل لأنه يعبّر عن مكنونات وجدانية ترسم الأمل وتبشر بمستقبل أجمل بأنامل مبدعين من الصغار والكبار.
وشارك الفنان التشكيلي جمال إسماعيل أحد المشرفين على المعرض بثلاث لوحات اعتمد فيها على الأسلوب الواقعي من خلال تمازج فصلي الربيع والخريف وفكرة النهوض بالثقافة من خلال الموسيقى ومختلف الفنون. وأوضح أن المعرض اعتمد على فنانين موهوبين من عمر الثانية عشرة وما فوق تشجيعاً لتلك المواهب من جهة وإظهار إبداعاتهم المتميّزة للجمهور من جهة مقابلة.
ورأى الفنان التشكيلي نضال إبراهيم مدير مرسم “لون وريشة”، الذي يشارك مع مجموعة من تلاميذه بلوحات في المعرض، أن هذه الفعالية بادرة ثقافية مميزة للفنانين الصغار وحمص غنية بأمثالهم ما يشكل حافزاً لتطوير مواهبهم وتشجيعهم على المشاركة في معارض مقبلة.
الفنان التشكيلي نصر سليمان المشارك بأربع لوحات بتقنية الحرق على الخشب عبر عن سعادته للمشاركة في المعرض الذي يشكل فرصة للتعريف بهذا النمط من أنماط الفن التشكيلي الذي يحتاج إلى صبر ودقة في تصميم اللوحات التي تناول فيها موضوعات تدعو إلى نشر الثقافة والأمل والعمل.
وكانت مشاركة الفنانة التشكيلية شيراز درويش من اللاذقية بلوحتين بألوان الإكريليك تعبران عن تعدد الشخصيات في شخصية واحدة، معربة عن سعادتها للمشاركة في المعرض الذي يشكل نوعاً من التواصل الاجتماعي مع الفنانين من مختلف المحافظات والتعرّف على أساليبهم وما فيها من تطور بما يغني الثقافة والفكر.
وتشارك الشابة زينة عبد الله في المعرض بلوحة عن المرأة الشعبية البدوية وهي تحضن آلة العود، بينما تشارك الشابة لارا كاجان بلوحة تجسد معنى الأمومة، والشاب غدير حسن بلوحة حزينة بعنوان استراحة أنثى عازفة، والشابة غزل خليل بلوحتين تعكسان الحزن والأمل في وجوه متعددة للأنثى، والطفلة آية ابراهيم بلوحة تجسد فيها معاناة الأم وتضحياتها في سبيل إسعاد أبنائها، والشابة غزل ابراهيم بلوحة بعنوان الندم من خلال وجه أنثوي مغمور بالتفاصيل.