الأحزاب: الاستقلال يكون برفع الوصاية الأميركيّة والتفاعل مع دعوة برّي لحوارٍ جامع
ناقشت هيئة تنسيق لقاء الأحزاب والقوى والشخصيّات الوطنيّة اللبنانيّة، خلال اجتماعها الدوري في مقرّ الحزب الديمقراطي اللبناني بخلدة، المُستجدّات المحليّة والإقليميّة. وأصدر المجتمعون بياناً، هنّأوا فيه اللبنانيين بعيد الإستقلال «الذي دفع لبنان وشعبه أثماناً غالية لتحقيقه، سواء في زمن الإحتلالين العثماني والفرنسي أو في زمن الاحتلال الإسرائيلي».
ورأوا أن «ذكرى الاستقلال تأتي في وقت يشهد فيه البلد فراغاً في موقع رئاسة الجمهوريّة، ما يؤدّي إلى تعطيل المؤسسات وينعكس سلباً على الوضع الاجتماعي والمعيشي الذي يزداد سوءاً في ظلّ استمرار الحصار الذي تفرضه الإدارة الأميركيّة على لبنان»، معتبرين أن «الاستقلال يكون برفع الوصاية الأميركيّة والتهديدات الإسرائيليّة عن لبنان».
وشدّدوا على «ضرورة الإسراع في انتخاب رئيسٍ للجمهوريّة، وتغليب المصلحة الوطنيّة على المكاسب الشخصيّة والفئويّة، لأن موقع الرئاسة هو الضامن لوحدة لبنان وقوّته».
بدوره، لفت لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقوميّة في البقاع، في بيان إلى أن «اللبنانيين يحتفلون بالعيد الـ79 لاستقلال لبنان الذي أطلّ هذا العام والبلد في شغور رئاسي وفراغ مؤسساتي قد يطول إذا ما بقي التحدّي، عنوان مُقاربة القضايا الوطنيّة. والأدهى أن استعماراً مُحدثاً جاثم بكل أثقاله وغطرسته على صدر الوطن، أعادنا إلى ما قبل الـ43 يوم كان الفرنسي محتلاًّ غاصباً ولبنانُنا مستباح السيادة والقرار الحرّ».
أضاف «هذا الاستعمار الجديد يتبدّى بالحصار الأميركي المُتحكِّم بمفاصل حياتنا معيقاً إعادة دورة الحياة الطبيعيّة التي يستحقّها أيّ آدمي على وجه البسيطة حيث يمنع حكّام البيت الأسود لبنان من حلّ ولو جزئيّ، لمشكلة الكهرباء عبر استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن بعد أن هيّأت سورية البنى التحتيّة اللازمة، كما تضع إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن فيتو استجابت له الحكومة اللبنانيّة حال دون حصول لبنان مجّاناً على كميّات وافية من الفيول الإيراني كفيلة بتبديد العتمة وتحريك عجلة الاقتصاد، وتغير طائرات العدو الإسرائيلي على قوافل المحروقات المُتّجهة من العراق إلى لبنان عبر سورية وزيادة معاناة اللبنانيين. كما تتحكّم أميركا وشياطينها في الداخل والخارج بلعبة الدولار وتتستّر على ناهبي مال المودعين ومُهرّبي الأموال إلى الخارج من أعوانها للإمعان في خنق الاقتصاد اللبناني».
وتابع «فيما البعض للأسف الشديد، يشيحون البصر عن هذا الاستعمار الجديد ويبحّون الحناجر صباح مساء، عن سبُل التخلّص من سلاح المقاومة الذي أعزّ لبنان وحمى سيادته وصان حقوقه وثرواته من البلطجة الصهيونيّة»، مشيراً إلى أن «هنا تكمن المعاني الحقيقيّة للاستقلال بعيداً عن الفولكلور الشكلي والتعامي عن الحقائق من خلال استنباط شعارات استقلاليّة وهميّة خبيثة».
واعتبر «أن الاستقلال الحقيقي يُقاس في الإصرار والتشبّث بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، نعم المقاومة لا المقاولة في بازارات المصالح الشخصيّة والتماهي مع السياسات الاستعماريّة الجديدة وإملاءات سفارة عوكر».
ورأى «أن الاستقلال الحقيقي يكون في التفاعل العاقل مع دعوة الرئيس نبيه برّي لحوار جامع حول القضايا الوطنيّة بدل اصطفافات التحدّي التي لا طائل منها وستأخذ البلد، إذا ما استمرّ فعل الإنكار والمُكابرة، إلى مزيدٍ من الانهيارات في قطاعات شتّى وتحلُّل المؤسّسات وتفلّت أمني ودخول في محظور الفوضى».
وختم مؤكّداً أن لبنان «سيبقى شوكةً في حلق المُستعمر والمُعتدي، طالما آمن أبناؤه الغُرّ الميامين بقيم العدالة والكرامة الوطنيّة والاستقلال الحقيقي وما عدا ذلك فراغ يُهدِّد الكيان والإنسان».