فيروز يا شعبي يا وطني يا كل الحكاية
} د. رائدة علي أحمد
حين ينسّم علينا صوت فيروز على وشوشات يا هوا يولد الصباح، على جناح طير الوروار، فينده الفجر؛ يا طير، ليكون النور عاقد الحاجبين، على طريق النحل، وفي ظلاله أسامينا والشاويش والعشاق والقدس والحب القديم والبواب، فأقول لطفلتي أعطني الناي، لعلّ القدس العتيقة تحكيلي عن بلدي حكاية طويلة، وتقول أحب دمشق كي لا تعتب علي، ويظلّ حبل الحكي الى آخر السهرية، الى آخر أيام الصيفية، سوف ألمس الربيع الشائع وأخبّئ القمر تحت المشمشة، وعلى جناح المحبة أهب الليل أناشيد المجد لله، وأفرش النهار بالعبر، ولن أقول للحياة الوداع، بل سأجعل القمر الوردي يضوّي ع الناس، وأسرق الليل لأمّ العين الكحلا، لأنّ أمي نامت ع بكير، وأنا وسهرانة لحبيبي، وأنت يا ليل لي، أنت معي، أهواك، في أيام العيد، وحين تتلج الدني، وبتشوف بكرا، برجك عيد، وتفرح كثيراً كوننا بعدنا، وبعدو العيد، وما بيعدوا الحبايب. بعلبك قريبة، وبغداد ع البال، وبالشام سوف بكتب اساميهن، وانتظر على حفاف العمر، بكرا بيجي نيسان، بكرا لما بيرجعوا، سأنير معصمك بأسوارة العروس، التي سيمنحنيها بياع الخواتم، وبقطفلك بس هالمرة، بليل وشتي، شي زهرة، الزهرة التي هديتني ياها، وخبّيتها بكتاب، وكان في بيني وبينك، تحت العريشة، المحبة عم تكبر بقلبي. يا حبيبي تعال كفاك دلال، تعا ولا تجي، وتقول بصوتك الشجي جاءت معذبتي، تخمين جاي أنا، وجايبلي سلام، من جلنار، او حامل الهوى، تعب على أكتاف العتب اللي قد المحبة.
كم نجمة حملت بيروت، وحنا السكران، في مقاهيها، وانت تخذني بعينيك، وتقول خليك بالبيت، وتتكئ على درج الورد، تستمتع بدبكة لبنان، وتحمل صوتك لـ بعيد، دخيلك يا أمي، وأمي تذرف دمعا، من أيقونة تعلقت بالحيط، دقّت على صدري، دقيت، طلّ الورد، من ذكريات الصباح، الذي قد يكون راجع بصوت البلابل، راجعين يا هوى، لا ما راح ماضي الحب، رح نبقى سوا، رجعت ليالي زمان، ورجعت الروح، حين نادى النسيم؛ أمي ردّي منديلك، طيف أمي زار بسكون الليل، زهرة المدائن، فسحرتنا البسمات، وضحكت، وبصوتها الحنون، قالت؛ سنرجع يوماً.
فيروز سيدة الهوى، وسيف المراجل، وثلج يا ثلج، وشط اسكندرية، وشلحة الحرير، فيروز يا شمس الأطفال، وشهرزاد، يا زهرة الجنوب، وساحرة العينين، يا ضفاف بردى، ويا صيف العيد، يل ضجة الأحلام، وضحك اللوز، يا طير، يا طاحونة الذكريات، يا عروستنا الحلوة، يا عصفورة الشجن، عن حبك غنينا، وعن جبال في الغيم، تقيمين فيها يا لـ عودك الرنان، يا عيد الدنيا، والعنفوان، يا غرب الحسون، يا غمر الغداير، الفايق عليّي، يا مركب الريح التي تقطن جناتنا ليس غريباً على العدا ان يقولوا؛ خبطة قدمكم، قصيدة لبنان،
فيروز يا شعبي، يا وطني، يا كلّ الحكاية، التي لا نهاية لها…