رياضة

«أطيب مونديال» هدية الأخوة «طهماز» لأبناء الضاحية

‭}‬ إبراهيم وزنه
في ضوء الفشل الحكومي في بثّ مباريات المونديال عبر شاشة تلفزيون لبنان، علماً بأن لبنان هو البلد الوحيد في العالم الذي حُرمت غالبية شعبه من متابعة المونديال نظراً لتكلفة الاشتراك المحددة من قبل الشركة، فيما غالبية اللبنانيين يعانون من وطأة الضائقة المالية وانعكاساتها السلبية على معيشتهم، إندفع الأخوة طهماز، علي حسن وأحمد، وهم من لاعبي كرة القدم السابقين، وتربطهم علاقات وطيدة مع غالبية المجتمع الكروي المحلي، توافقوا على فكرة تثبيت شاشات عملاقة بمحاذاة سلسلة المطاعم والمقاهي التي يملكونها في الضاحية الجنوبية لبيروت «أطيب فروج» و «موكا موود كافيه» إفساحاً في المجال أمام غالبية عشّاق الكرة المستديرة لحضور المباريات، وفي هذا السياق توجّه كبير الأخوة علي طهماز (لعب مع فريق النجمة سابقاً) بالشكر إلى بلدية حارة حريك بشخص رئيسها الأستاذ زياد واكد ونائبه الحاج أحمد حاطوم على تعاونهما لجهة استحداث مساحات إضافية لزوم استقطاب العديد من الراغبين بمتابعة المباريات العالمية، وحول ذلك، علّق علي طهماز: «لأننا نحبّ كرة القدم، وقد أمضينا في ملاعبها عدّة سنوات، ونعرف حجم الشوق عند الناس من الرياضيين وغير الرياضيين لمتابعة مجريات المونديال والاستمتاع بالتشجيع والإثارة والتزريك خلاله، وتحسساً منّا بضرورة تقديم «المونديال» على طبق من روح المسؤولية تجاه مجتمعاتنا كهدية متواضعة للناس، اتخذنا هذه المبادرة، وقد لمسنا مدى تجاوب الناس وفرحتهم».
من جهته أشار شقيقه حسن (لاعب سابق في فريق شباب الساحل): «لقد بلغت تكلفة تأمين الشاشات وبدل اشتراكات للشركات الحاصلة على حقوق البث مبلغا محترما من الدولارات الفريش دولار، وقد نشرت محطة «بي أن سبورت» تقريراً تلفزيونياً مفصلاً حول الأجواء الرائعة الدائرة على جنبات المباريات في صالاتنا».
ومن جانب آخر، لفتنا أحمد طهماز (لاعب سابق في فريق النجمة أيضاً) : «تتسع المساحة الجديدة المستحدثة تحت الجسر بجانب فرعنا الرئيسي في بئر العبد إلى أكثر من 250 شخصاً، وغالباً ما تغصّ صالاتنا بالمواكبين، وبينهم عدد لا يستهان به من نجوم الكرة المحليين، بصراحة، نشعر ـ كما زبائننا ـ وكأننا في عيد».
أما عن المشجعين وأهوائهم الكروية، فيجيب علي طهماز: «كلّ يغني على ليلاه، يتفاعلون مع المنتخبات التي يشجعونها على طريقتهم الخاصة، فالتزريك مسموح ولكن ضمن حدود، ويبقى الأجمل تلك المظاهرات السيّارة التي تنطلق فور انتهاء المباريات، أما أكثر الجماهير تفاعلاً مع منتخباتها بعصبية وفوقية فهي الألمانية والبرازيلية والفرنسية والأرجنتينية، والملاحظ أن الجميع يتفق على دعم المنتخبات العربية… ولا أعتقد بأن هذا الأمر سيستمر في الدور الثاني».
حالة استثنائية تشهدها الضاحية، سهر وصخب مستمران حتى إسدال الستارة على آخر مباراة من كل ليلة مونديالية، فرح جمهور المنتخب الرابح يقابله حزن أنصار المنتخب الخاسر. وهكذا، تتسلل مساحات من السرور إلى النفوس المتعبة في زمن يربض فيه القهر والترقّب والحذر فوق الصدور، ولسان حال أهل الضاحية يردد خلال شهر المونديال: «شكراً للمسؤولين في بلدية حارة حريك وشكراً لآل طهماز»، بهمتكم تابعنا المونديال من دون أي كلفة إضافية، فكان بحق «أطيب مونديال».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى