ندوة حول الحرب النفسية وضرورة التصدي لها في ثقافي أبو رمانة
أقام المركز الثقافي في أبو رمانة ندوة بعنوان «الحرب النفسية.. المصطلحات نموذجا» حيث تم التركيز فيها على مواجهة الغزو الثقافي، والأساليب النفسية والمصطلحات التي يستخدمها العدو في محاولته لتشويه اللغة العربية، والسيطرة على العقول التي تمتلك القدرة على مواجهته.
شارك في الندوة عدد من الأدباء والنقاد والإعلاميين في محاور ومداخلات، سلطت الضوء على كل ما تواجهه الثقافة العربية من مؤامرات، بهدف تشويهها والإساءة إلى تراثها العريق وكيفية التصدي لما تتعرض له.
وقال الأديب والإعلامي أنور رجا في محوره، إن الحرب النفسية التي تستهدف العقول تعرّضت إليها أمتنا العربية، ولا سيما أنها فقدت كثيراً من عناصر قوتها الثقافية، لافتاً إلى ضرورة مواجهتها عن طريق معرفة البنية الاجتماعية والفكرية للعدو.
ولفت رجا إلى دخول ثقافات جديدة تشمل الفن والتعامل الاجتماعي من خلال الشبكات الإلكترونية الحديثة، بدلاً من المنظومات القديمة التي تشمل الفن والثقافة والتصميم على طرد المحتل ورفض كل ما يتعلق به.
في حين أوضحت الدكتورة آلاء عيسى أن الغزو الثقافي لم يكن حديثاً فهو قديم واستخدم بوسائل متعددة، وأهم ما كان يستهدفه هو تشويه اللغة وتغييرها بألفاظ ومصطلحات تخريبية، سعياً إلى تدمير الفكر والعلاقات الاجتماعية التي تشكل قوة اجتماعية ووطنية، وذلك بشكل مدروس من خلال محاربة العقول والنفوس للوصول إلى تدمير القيم والعقائد التي تعتبر من أهم مكونات الإنسان.
وأشارت د.عيسى الى أن هذه الحرب استهدفت أيضاً اللغة العربية وحاولت استبدالها بمصطلحات جديدة، واستفحل ذلك منذ بداية سياسة التتريك والاستعمار الغربي لتشجيع وتنمية اللغات الإقليمية التي تضعف الشعب العربي وتجعله سهل المنال.
من جهته بين الإعلامي سامر الشغري أن الحرب النفسية اختراع أميركي للسيطرة على عقول الشعوب دون استخدام قوة عسكرية، مشيراً إلى ما أحدثته الشعوبية التي بدأت بالتخريب الثقافي ومحاولة تشويه اللغة العربية منذ 1400 سنة، ومستشهداً بتحذير الجاحظ منها ولا سيما أنها ركزت على إحياء اللهجات المختلفة وتعاطي المخدرات لتصل إلى طمس الهوية العربية والثقافية.
ولفت الشغري الى أن الشعوبية كان من أهم أهدافها العمل على تعداد اللهجات التي تسمّى بالشعرية لتصل إلى هدفها المهم القضاء على النص الشعري الحقيقي.
وعرف الشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر الذي أدار الندوة بالمشاركين وبين ضرورة العمل على محاربة المصطلحات الجديدة المخرّبة للثقافة العربية وتنشيط الفعل الثقافي المواجه للشعوبية والليبرالية، ولا سيما في الوقت الراهن الذي نحتاج فيه إلى وعي ثقافي يرى كل ما يسعى إليه العدو.
وركزت المداخلات التي قدمها الكتاب والمثقفون خلال الندوة على مواجهة المصطلحات التي يستخدمها العدو ويروج لها لكونها تسهم في نشر ما يرغب إليه.