دبوس
التشبيك ثم الإلحاق
لا استطيع أن أفهم الإصرار من قبل النظام الأردني على اصطناع وافتعال مشاريع مع كيان الإحلال الذي يقتل أهلنا في فلسطين، ويسرق الأرض يومياً، ويدنّس مقدساتنا كلّ ساعة وكلّ دقيقة، سوى انّ هنالك إرادة ما في هذا العالم تريد لذلك الشيء أن يرى النور لتحقيق هدفين، الأول، خلق حالة من التشبيك الاقتصادي الطبيعي والذي يجعل هذا الكيان الشاذ يبدو منسجماً تماماً مع دول وشعوب المنطقة، وانّ الأمور تبدو طبيعية بين البلدين تماماً مثل كلّ دول العالم المتجاورة، والتي ينخلق بينها، وبسبب الحتمية الجغرافية مصالح ومتداخلات نفعية لمصلحة الشعوب ولمصلحة السلام بين الشعوب، واضعين بعيداً عن المشهد العام الجميل، كلّ مشاهد الدم والموت والسرقة التي واكبت إنشاء هذا الكيان قسراً وغصباً وعلى مدى عقود طويلة،
أما الثاني، فهو الطبيعة الانتقائية لهذه المشاريع والتي أريدَ لها على المدى الطويل ان تجعل شعبنا في الأردن مستتبعاً تماماً للإرادة الصهيونية بحيث لا يمتلك منها فكاكاً، فأنت حينما تربط الأردن بالماء الآتي من كيان الاحلال، فإنك تجعل الأردن وشعبه مرتهناً وجودياً لهذا الكيان القاتل، في الأردن هنالك 310 أيام مشمسة سنوياً، يستطيع ان يستخلص الطاقة الكهربائية بطريقة تجعله مكتفياً كهربائياً، وليس بحاجة للكهرباء من دولة العدوان، كما انّ المياه، وحسب ما نعلم، فلقد كانت هناك خطط موضوعة قيد التنفيذ لتحلية كميات أكبر من تلك التي تعرضه على الأردن دولة الغصب والعدوان!
إنّ القبول باستدرار الماء من هذا الكيان القاتل هو قبول باحتلال بطريقة غير مباشرة، يعزز من هيمنة هذا العدو ويجعل الأردن ملحقاً به لا يملك من أمره شيئاً، وألعوبة في يد العدو تماماً كما هي سلطة أوسلو في الداخل، وجودها يرتبط بقدرتها على تنفيذ ما هو مطلوب منها في خدمة أهداف الكيان الصهيوني، ثم تجلس تنتظر المكرمة التي يلقيها إليها كيان الإحلال في آخر الشهر.
سميح التايه