أخيرة

نافذة ضوء

أحكم الكلام موقف وعمل حكيمان
‭}‬ يوسف المسمار

 

إن بنات وأبناء الحياة الذين وعوا واقتنعوا وآمنوا وعملوا ويعملون ولا يتنازلون عن الجهاد لتحقيق القول الحكيم الوارد في المحاضرة السابعة في الندوة الثقافية لسعاده في السابع من آذار 1948 قبل استشهاده بسنة وبضعة أشهـر، حيث قال:
“في عقيدتنا القومية الاجتماعية، نحن لا نتجه في حياتنا نحو الفناء، بل نتجه نحو البقاء.
نحن لا نقول إن الحياة كلها ألمٌ وتعب، وإن الغاية العظمى هي التهرّبُ من الحياة ومتاعبها ومصاعبها.
نحن نقول بأننا كفؤ، بأننا أكفاء للاضطلاع بالحياة ومتاعبها وأن لنا المقدرة على حمل أتعابها بسرور، عاملين بتقدم نحو الفلاح، نحو التغلب، نحو المقدرة، لا نحو الفناء ونحو الخضوع ونحو التلاشي”.
مع إهدائي ونصيحتي:
الى كل من تنبه ويتنبه وسوف يتنبه الى أن شرف الحياة والموت لا يتحقق الا بالوعي والعـز والصراع، وأن الخالق الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم لم يخلقه لعباً، ولا عبثاَ، ولا سدًى، بل خلقه لحكمة ٍ تنطوي على أسرار الخلق والوجود والمصير لا تـُكشف مغاليقها إلا بالبصيرة الواعية، وبالعـز المتدفق، وبالصراع المحقق أعظم العظائم التي تتلخص بآية الآيات التي تقول:
إنه ما أُعطيَ لشعبٍ حق استعباد شعب، وما كُتبَ على شعبٍ واجب الخنوع لغطرسة شعب.
فالمُجتمع الباغي والمجتمع الخانع كلاهما مريض ومرضهما عصيٌّ على الشفاء لأنه مرض التنازل عن إنسانية الإنسان.
فالمجتمع الواعي العزيز هو المصارع الذي لا يبطر إذا غـَلب، ولا يقنط اذا نـُكب، بل كلما ازداد قوة وتألقاً وانتصاراً ازداد لطافة، وكلما أصابته نكبة اشتدت قوة همته وعزيمته على النهوض.
والويل للذين يتغطرسون ويبطرون وبآلام أبناء الإنسانية يتلذذون ويفاخرون.
والويل أيضاً للذين إذا أصابتهم مصيبة أو نكبة يخنعون ويستسلمون وإلى المهاوي يسابقون.
*باحث وشاعر قومي مقيم في البرازيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى