ديما الديراني تتغلّب على المرض بأناملها وألوانها
عبير حمدان
تحبّ الطفلة ديما الديراني الحياة فتعمل على تلوينها بريشتها ولأنها مؤمنة بمقدرتها على الإبداع أعلنت أنها أقوى من المرض لا بل أكدت أنها ستهزمه.
لم تقيد غرفة العزل الطبي ديما بل جعلتها أكثر إصراراً على ترجمة الفرح بالألوان لتصبح اللوحة هوية ومستقبلاً تسعى لتشكيله بعفويتها وبكل ما يطبع خيالها من صور مشرقة.
رسمت ديما لوحاتها في المستشفى، حيث كانت تتلقى العلاج وعبّرت من خلالها عن حبها لعائلتها الصغيرة التي دعمتها بالدرجة الأولى، وحبها للناس وللحياة، وكانت لها مشاركة في معرض أقيم الشهر الماضي في المكتبة الوطنية في بيروت برعاية وزارة الثقافة وحمل عنوان «فنانو المستقبل»، ولو أنها لم تستطع المشاركة مع أقرانها الاطفال المبدعين فيه إلا أنها حضرت من خلال لوحتها ونالت شهادة شكر وتقدير من التشكيلية بسكال مسعود التي نظمت هذا المعرض.
وفي اتصال مع «البناء» قالت ديما: «أنا أحب الرسم كثيراً وقد شاركت مع والدي في العديد من المعارض، وأخيراً رسمت العديد من اللوحات خلال فترة علاجي في المستشفى، وسأهزم المرض لأني أقوى منه وسأستمر في الرسم وسيكون لديّ معرضي الفردي».
لوحات ديما تختصر حكاية طفلة كبرت باكراً لكنها مصرّة على ترجمة طفولتها بالريشة والكثير من الأحلام التي تؤسس لواقع أفضل، هذا الأمل الذي يتفوّق على الألم، والإرادة الصلبة بأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة. شجاعتها تتخطى كل ما يمكن أن نكتبه، ولعلها قادرة على تشكيل أيامها المقبلة بريشتها وبأناملها الصغيرة تعطينا مثالاً جميلاً كروحها.