منفذية الطلبة الجامعيين في بيروت في «القومي» احتفلت بعيد تأسيس الحزب في قاعة الشهيد خالد علوان
الحسنية: لا حل جذرياً يخلصنا من الفساد والرشوة والتفرقة إلا فكر أنطون سعاده وعقيدته لبناء الانسان الجديد
أقامت منفذية الطلبة الجامعيين في بيروت في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بعيد تأسيس الحزب في قاعة الشهيد خالد علوان، بحضور نائب رئيس الحزب وائل الحسنية وعدد من المسوؤلين الحزبيين. كما حضر مقرر الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمّة الدكتور ناصر حيدر، مسؤول المكتب التربوي في حزب التوحيد العربي بشار شعبان، معاون مسؤول الملف الشبابي في التعبئة التربوية لحزب الله قاسم حيدر والمسؤول الطلابي في مجمع الحدث الجامعي طارق فخري، ممثل مصلحة شباب زواريان في حزب الطاشناق غارين بوياجيان، ممثل شباب جمعية المشاريع الخيرية محمد عويضة، مسؤولة اتحاد طلبة سورية في لبنان رشا فاضل، وحشد من الطلبة القوميين.
عرفت الاحتفال أليسار عبد الخالق بكلمة من وحي المناسبة، فقالت:
تسعون عاماً منذ أن علت صيحةُ الوجود على أنين العدم، وهبّت روح الأُمّة تنفضُ عنها غُبار الصنم.
تسعون عاماً مُذ حطّمت إرادتنا قيود السكون، وجلت نهضتنا خمولاً أثقل كاهل أُمّتنا لقرون. ونشرت حركتنا في الظُلمات نوراً تشخصُ لوهجه العيون.
منذ تسعين عاماً نقضنا حُكم التاريخ وابتدأنا تاريخ الأُمّة الحقيقي، أعدنا البوصلة إلى وجهتها الصحيحة، وسرنا نخطُّ أروع المنجزات وأعظم البطولات على صفحات الزمان. فكنّا البرهان الدامغ على أنّ في الأمّة السّورية كُلّ حقٍّ وخيرٍ وجمال .. ففينا العزمُ المتين وقوةٌ لا تلين وإرادةٌ مجبولةٌ باليقين.
كلمة منفذية
الطلبة الجامعيين
وألقى منفذ عام منفذية الطلبة الجامعيين في بيروت جاد منذر كلمة، جاء فيها:
عهدٌ جديد أقامه أنطون سعاده في السادس عشر من تشرين الثاني من عام 1932، هو عهدُ الحقّ والمعرفة والبطولة والمناقب الحميدة، عهدُ الحُريّة والواجب والنظام والقوّة.
تأسس الحزب السوري القومي الاجتماعي في زمنٍ متهاوٍ رديء مليءٍ بالانهزامات والانكسارات والتخبطات والفوضى، فكان بالفعل طوقاً للنجاة وطريقاً للهداية والخلاص. وجذب الحزب بأفكاره الفريدة والنهضوية المتكاملة الطلبة والمثقفين، وكلّ باحثٍ عن الحقيقة ومُحبٍّ للمعرفة ومناضلٍ في سبيل وطنه ومدافعٍ عن حقوقه».
وأضاف: «نحتفي بهذه الذكرى اليوم، ذكرى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ذكرى ولادة فجرٍ جديدٍ لهذه الأمة وكتابة تاريخٍ جديدٍ لها. ذكرى انبثاق نورٍ أضاء لنا سبيلنا، ونهضةٍ نفضت عنا غبار التخلّف والجهل والأطماع الفردية والارتباطات الخارجية، والمصالح الشخصية من أجل مصلحة عليا هي مصلحة سورية وقضية أسمى هي قضية الأمة السورية والوطن السوري.
حين جاء أنطون سعاده إلى الوطن عازماً على إنشاء حركة نهضوية تجديدية، حمل فكرهُ إلى المكان الأكثر غنىً بالعقول النيّرة التي تُشكّلُ أرضاً خصبةً للزراعة والإنتاج والحصاد. فكانت الانطلاقةُ من الجامعات وشكّل الطلابُ والشباب نواة الحركة القومية الاجتماعية، ثم بدأت في التوسّع والانتشار».
وشدد: «من هنا، وجب علينا نحن طلبة الحزب أن نكون منارةً لأبناء مجتمعنا وقدوةً في العمل والبناء، وروّاداً في كافة المجالات (الثقافية، والأخلاقية، والفنيّة، والرياضية ..الخ). وما أحوج أبناء مجتمعنا إلينا اليوم في ظلّ ما يحلُّ بأُمتنا من حروبٍ وانقساماتٍ وفوضى وتخبطات وانهيارٍ أخلاقيٍّ واجتماعيٍّ وسياسيٍّ واقتصادي، إن شعبنا يرزحُ في الظلمات وأنتم أيّها القوميون الأمل الوحيد.
من هذا المنطلق، بدأت منفذية الطلبة الجامعيين في بيروت بالتنسيق مع كافة الإدارات المركزية ووضعت خطتها لهذا العام لتوسيع نشاطها وانتشارها داخل الجامعات والانطلاق في معركة الوعي وبعث النهضة في صفوف الجيل الجديد من الطلبة، وهي عازمة في عملها ولن يثنيها شيء في العالم عن تثبيت قوة الحزب الطالبية وتحقيق الغاية».
وختم: «اما الى رفقائي الطلبة، فإننا نعمل اليوم في الجامعات وعيوننا تشخص الى فلسطين والى كل أراضينا السليبة، واذكروا دائماً ان معلمنا وقائدنا وقدوتنا وزعمينا سعاده، قد رأى فينا نقطة الارتكاز في العمل القومي، فكونوا على قدر هذه الثقة، وانكم لها، فما عهِدكَم حزبكم الا في طليعة العمل، عمادُ النهضة، وحُماة العقيدة وجنودها.، في قلوبكم شعلة الإيمان، وفي عملكم اندفاعٌ لا يدركه التقاعس، وفعلٌ يدوّي ويبني ويغيّر وجه التاريخ.
انتم قادة معركة الوعي وبكم حزبكم يسير الى النصر، لا تركنوا للضعفاء فبقدوة زعيمكم قوتكم، ولا تنظروا للجبناء فإقصاؤهم عنكم قراركم، وبثقتكم بأنفسكم وبحزبكم وعملكم المنتظم نسير الى النصر، انتم اليوم الجيل الذي خاطبه سعاده ان فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ.. وانها لفاعلة، لتحي سورية وليحي سعاده».
كلمة الاتحاد الوطني
لطلبة سورية
والقت كلمة الاتحاد الوطني لطلبة سورية رئيسة الاتحاد رشا فاضل، وجاء فيها: «زميلاتي زملائي رفقائي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، في السادس عشر من تشرين بزغ فجر النهضة، نهضة ولدت مقاومين وشهداء وأرست مشاريع نهضوية لبناء هذه الأمة، التي كانت ومازالت بحاجة لما أسسه الزعيم سعاده الذي استشهد في سبيل ما آمن به والذي عمل جاهداً على ترسيخ قواعد وأسس وتشريع وتصور مما فيه خير هذه الأمة، الأمة السورية التي عانت ما عانته من احتلال وإرهاب وتفكيك وتقسيم حتى محاولاتهم الأخيرة لتقسيم الشام إلى دويلات محاولين تفتيت بناها وضرب كيانها».
وأضافت: «ألم يعلموا أن هنالك نسوراً هبت لنجدة الشام مقاومين وحاملين دماءهم على أكفهم للمحافظة على كيانهم الشامي الذي هو جوهر العقيدة التي تربت عليها هذه الأجيال التي اثبتت بكل ما للكلمة من معنى، كلمة تحيا سورية، ولتحيا دماؤهم ودماء جيشنا الباسل في سورية ولتحيا العقيدة التي أنجبتهم وجعلت من زوبعتهم قصة منذ التأسيس حتى يومنا هذا».
وقالت: «رفقائي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، إن عمل الاتحاد الوطني لطلبة سورية والحزب عمل واحد وعلينا في الظروف الراهنة العمل على مشاريع ثقافية وتوعوية حتى لا يقع طلابنا في فخ ما سُمّي بثورات، فمفهوم الثورة هو المقاومة الحقيقية التي تبني ولا تهدم والتي تطرد محتلا لا تستقبله بالورود. وهذا ما دعا اليه الزعيم وهذا ما قامت عليه سورية».
وختمت: «سورية التي أرخت عن كتفها ظل الاستعمار الحديث بدماء نسور الزوبعة وجيش جبار سلمت يد مؤسسه، ومقاومة قوية وحلفاء صدقوا، فلتحيا تلك الدماء الطاهرة ولتحيا سورية والنصر لقضية شعبنا. بالختام أودّ أن أعزي نفسي وأعزيكم بصديقٍ ورفيقٍ سوري قومي اجتماعي تجري سورية بدمائه كما كان يقول لي، رحم الله الرفيق جمال ياغي والبقاء للأمة».
الحسنية
وألقى نائب رئيس الحزب وائل الحسنية كلمة استهلها بالحديث عن معاني التأسيس، وقال: «إن الحزب السوري القومي الاجتماعي يعمل بإيمان صلبٍ وعقيدة راسخة من أجل وحدة الأمة ونهضتها ورفعتها وعزتها».
وأشار الحسنية إلى أنّ «الحزب الذي أسّسه أنطون سعاده، هو طريق الخلاص المؤدي الى وحدة الشعب والمجتمع وإلى القضاء على كل مفاعيل التقسيم والتفتيت والتمزّق التي خلفها الاستعمار والمتمثلة بالعصبيات الهدامة. فتعالوا على اختلاف طوائفكم ومذاهبكم واتنياتكم (والحضور في هذه القاعة نموذجاً)، تعالوا الى حزب انطون سعاده لتنصهروا في هذه النهضة العظيمة المكتوب لها طال الزمن أم قصر».
وأضاف: «نسمع كلاماً كثيراً عن واقع بلادنا المأزوم على كل الصعد، وعن حال الانقسامات التي تشكل عوامل ضعف لمجتمعنا، والكل يقول بأنه يريد حلولاً تخرجنا من الواقع المأزوم ومن التشرذم والانقسام، ولكن لا نرى أفعالاً دالة ولا نيات صادقة للوصول الى ما هو مرتجى من حلول تخلص الشعب من معاناته».
وتابع الحسنية: «يتحدّثون عن الفساد وكيفية مكافحته، في حين أن الفساد مستشر على كل الصعد، فالطالب الذي يغش في درسه فاسد، والأستاذ الذي يقبل بالغش فاسد، ورئيس البلدية يرتشي مقابل رخصة بناء فاسد، وكل موظف مرتش في اي دائرة أو مؤسسسة هو فاسد، والسبب الرئيس أننا في لبنان ابتلينا بنظام طائفي هو أصل الفساد، وما من حل جذري يخلصنا من هذا الفساد الا فكر أنطون سعاده وعقيدته، الذي رسّخ مفاهيم القيم والحق وهدفها بناء الانسان الجديد ليكون فاعلاً في مسار نهضة المجتمع».
وقال: «هناك عدو صهيوني يحتل أرضنا في فلسطين، وهذا الاحتلال لم يكن ليصل الى ما وصل اليه من غطرسة وهمجية وتوسع، لو أن امتنا وعالمنا العربي أخذا بتحذيرات سعاده منذ عشرينيات القرن الماضي أي منذ بدء الهجرة اليهودية الى فلسطين. فأنطون سعاده استشرف الخطر اليهودي في ذلك الوقت وحذر منه، قائلاً: «رغماً من أنّ الحركة الصهيونية غير دائرة على محور طبيعي تقدمت هذه الحركة تقدماً لا يستهان به. فإجراءاتها سائرة على خطة نظامية دقيقة إذا لم تقم في وجهها خطة نظامية أخرى معاكسة لها كان نصيبها النجاح. ولا يكون ذلك غريباً بقدر ما يكون تخاذل السوريين كذلك إذا تركوا الصهيونيين ينفذون مآربهم ويملكون فلسطين».
وأضاف الحسنية قائلاً: «إن تعامي الأنظمة عن الخطر الصهيوني والاستقالة من مسؤولية التصدي له، والرضوخ للمشيئة الاستعمارية، مكّن العدو الصهيوني من احتلال فلسطين، وتشكيل تهديد مستمر لأمن واستقرار كل امتنا. وها نحن شهدتنا بالأمس ونشهد اليوم، تآمراً فاضحاً على فلسطين والأمة وعلى ارادة شعبنا، من خلال التسليم للعدو باحتلاله أراضي 1948، وتارة اخرى بحل الدولتين، وطوراً بالتطبيع مع العدو والتخلي عن كل فلسطين. وهذا ما نرفضه وسنظل نرفضه بكل ما اوتينا من مقاومة حتى ازالة «اسرائيل» من الوجود».
وقال الحسنية: «أنطون سعاده لم يكتف بالتحذير من الخطر الصهيوني، بل أمر القوميين بالتصدّي للعصابات الصهيونية دفاعاً عن فلسطين، ونحن نعتز بشهدائنا الذين ارتقوا في المواجهات، وفي مقدّمهم الشهيد حسين البنا، إبن بلدة شارون، الذي كسر قيود «سايكس بيكو» متوجهاً مع قوميين آخرين للمشاركة في معارك الدفاع عن فلسطين».
وأضاف: «عندما اجتاح العدو الصهيوني لبنان ووصل الى العاصمة بيروت، كنا في طليعة من تصدّى له، ونحن نعتز بأنه على بعد أمتار من هنا، كان خالد علوان يطلق رصاصاته على جنود العدو فيرديهم قتلى، وعلى إثرها اندحر العدو عن بيروت. ونعتز بأننا حزب سناء محيدلي وكوكبة الاستشهاديين الذين حوّلوا جنود العدو الى أشلاء، ونعتز بأننا حزب شهيد استقلال لبنان الوحيد سعيد فخر الدين، كما اعتزازنا بشهدائنا الذي ارتقوا في مواجهة الإرهاب على ارض الشام. وهذا هو معنى التأسيس، إيمان بقضيتنا وصراع في سبيل انتصارها».
وأكد الحسنية أن التغيير الحقيقي هو الذي تقوده قوى تعمل لوحدة المجتمع وتحصينه، ولتأمين مصالح الشعب، وتحقيق العدالة الاجتماعية. أما موجة ما يُسمّى «التغيير» التي شهدها لبنان منذ سنتين، فهذه الموجة تذرّعت برفضها بضع سنتات زيادة على الوتسآب، لكنها أوصلتنا الى دولار بأربعين ألفاً وغلاء فاحش في أسعار الخبز والمحروقات والمواد الغذائية والسلع كافة بما فيها فاتورة الاتصالات. وأننا نسأل اين هم «الثوار» الذي عاثوا قطعاً للطرقات تذرعاً بالاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية، غائبون عن السمع والبصر وقد وصل لبنان الى الكارثة؟». لذا أقول: بان من قاد النزول الى الشارع ليس ممثلي الفقراء وممزقي الثياب، بل أولئك الذين طُلب منهم الهتاف ضد المقاومة وسلاحها، وتخريب البلد وتفتيته وتمزيقه وتقويض عناصر قوته.
وختم قائلاً: «أيها الطلبة، انتم نقطة الارتكاز في العمل القومي، وأنتم التغيير الحقيقي بما تحملون من فكر وعقيدة، ولأنكم أبناء حزب النهضة، وحزبكم هو الخلاص لهذه الأمة، فالى المزيد من الاجتهاد والبذل العطاء، من أجل مستقبل واعد، لشعبنا وأمتنا، وكل عيد تأسيس وأنتم أعزاء، وسيبقى هتافنا مدوياً، لتحي سورية ويحي سعاده».
قصيدة شعرية
تخللت الاحتفال قصيدة من وحي المناسبة ألقتها الطالبة كارلا فضة وجاء فيها:
غرّد على قلمي.. على قيثارتي
وغداً تفيق على نداء الثار
اني أحسك في صدى أشعاري
مهلا، إذا مات السكون في يدي
لهبا.. وعاصفة تثور.. وصيحة
وانهار من زحف الجيوش جداري
ستطل من هذا العرين براعمي
وتقوم تهزأ بالردى أزهاري
غرّد ففي صدري شراع جائع
يشتاق أن يلوي عناد الصاري
أشبال هذي الدار.. بعض عواصفي
يا زارع البركان في أوتاري
لن يركعوا تحت الظلام وإن طغت
اني أغصّ مع الهتاف.. وتنحني
خلف الظلام خناجر الأشرار
هذا الجدار.. تنام فيه جحافلي
وهدير عاصفة .. ونبع دمار
للغاصبين.. الغادرين بأمتي
بزلازلي.. بصواعقي.. بالنار
سأردّ عن هذا التراب
وأزيح عن شعبي رداء العار
ففي مستقبلي شمس تبدد الظلمة
وفي يدي ملحمة النضال
وسأظل أشعل للكفاح قصائدي
وأقود، في جمر اللظى، تياري
مقطوعات عزف
وتكريم طالبتين
كما تخللت الاحتفال مقطوعات عزف للطالبتين ضياء الدنف على آلة الكمان وسناء الدنف على آلة القانون، حيث عزفتا نشيد بالحراب ونشيد موطني ولحن أغنية «مهما ينجرح بلدنا منلموا لو كنا قلال»، للراحل الكبير زكي ناصيف.
وفي الختام كرّمت عمدة التربية والشباب الطالبتين نينار هاشم حسين لإنجازها في بطولة ماراتون لارنكا الدولي الذي تضمن مشاركة عدائين وعداءات من 82 دولة، حيث فازت بالمرتبة الثانية، ومريم محمد الأيوبي تقديراً لأعمالها الفنية ومشاركتها في العديد من معارض الرسم.
كما تمّ عرض تقرير مصوّر تضمن معايدات بالمناسبة من عشرات الطلاب في جامعات الوطن وعبر والحدود.