أخيرة

أنطاكيا أرض سورية محتلة… وستعود*

نهاد سمعان**
انّ سايكس وبيكو لم يحضرا إلى سورية ليتقاسمانا.. لقد حضرا لتقسيمنا، وإيلامنا، بل وقتلنا.
تقسيمنا… وممارسة سياسة التجهيل، لعقولنا حتى لا نعي من نحن.
وسلخ اللواء… أو محافظة أنطاكيا أتى بنفس السياق.
أنطاكيا كانت ما زالت عاصمة اللواء السليب… فيها مقرّ الوالي والإدارة. فما سبب إخفاء اسمها عن الأذهان والآذان؟ أليس هذا لافتاً؟
لقد صودرت الكتب والمخطوطات والصور القديمة من بيوت الأهالي وأتلفت لمحو الذاكرة،
وأجبر من بقى صامداً في اللواء على تبديل أسماء عائلاتهم ليفصلوا بين من رحل ومن بقى فلا يصحّ إرث ولا يمتدّ نسب.
لقد سلخ لواء أنطاكيا عن لحمه الحي سورية، بهدف إيلامنا نحن… وليس إرضاء لأحد.
سلخوا اللواء لننسى أنّ أنطاكيا كانت عاصمة سورية وسائر المشرق لألف عام.
سلخوا اللواء لإزالة أنطاكيا وجبل الغار من ذاكرة السوريين…
كان لواء أنطاكيا لمئتي عام إمارة صليبية… بل أكبر الإمارات الصليبية في بلادنا.
لكنهم رحلوا… وبقي اللواء سورياً، واليوم يحتله الأتراك… وسيرحلون.
إني أؤمن بأنّ الأرض هي التي تحدّد هوية الإنسان وليس العكس فعبثاً يحاولون…
كلّ شيء يتغيّر، لكن الأرض هي هي، أكبر من كلّ شيء، إنها الثابت ونحن المتحوّل… إنها عنوان من يسكنها.
وأنطاكيا راسخة في تاريخ سورية والعالم وتاريخ الحضارات وهي في أهمّ صفحاته كرسوخ الأهرامات في تاريخ مصر، وبابل في تاريخ الرافدين.
العالم كله يعرف أنّ لواء أنطاكيا أرض سورية محتلة…
*ألقيت في جلسة مجلس الشعب السوري
**عضو الكتلة القومية الاجتماعية في مجلس الشعب السوري

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى