دبوس
وللقتل هنالك أهداف نبيلة أيضاً!
كلّ جريمة يرتكبها الغرب بحقّ الشعوب الأخرى يقوم عقله التبريري المركّب بخلق أهداف نبيلة برّاقة، ليعطي الإنطباع بأنّ ما يقوم به هو عمل إنساني خيري!
فرنسا حينما قامت باحتلال مالي لسرقة ذهب هذا البلد الأفريقي، اخترعت قصة أنها ذاهبة إلى هناك لمكافحة الإرهاب، والذي كان وجوده هناك هو نتاج عمل استخباري فرنسي…
أميركا كان هدفها من ضرب العراق واحتلاله والتسبّب في قتل مليون ونصف مليون عراقي، كان هدفها إنسانياً نبيلاً لخدمة الإنسانية المعذّبة بسبب أفعال صدام حسين الشائنة في مراكمة أسلحة الدمار الشامل! خاصة أنّ أميركا الخير والحب الجارف للإنسان وخلاصه كانت تمتلك وقبل ستين عاماً ما يكفي من أسلحة الدمار الشامل لتدمير الكرة الأرضية ثماني مرات، وهذا الكلام ليس من عندياتنا، بل اعتراف على رؤوس الأشهاد لوزير دفاع أميركا آنذاك، روبرت ماكنمارا، لربما كان يعني ولم يسعفه التعبير، أسلحة سلام شامل! ربما، من يدري؟
حتى حينما ضربت امبراطورية الحب والسلام هيروشيما وناغازاكي بقنبلتين نوويتين، فقتلت ثلاثمائة ألف إنسان في لحيظات، كان الوازع آنذاك أنها تفعل ذلك حقناً للدماء، أما اجتياحها لڤييتنام وتدمير الأخضر واليابس وقتل ما يربو على الخمسة ملايين إنسان في ذلك البلد المسالم، فكان الهدف منه هو تخليص الإنسانية من ذلك الفكر الشيطاني الأحمر الكافر، أما غزو أفغانستان وتدميره وقتل مليون إنسان، فكان الهدف العظيم وراء ذلك هو محاربة إرهاب القاعدة ومن لفّ لفيفها، والتي وقبل عقدين من الزمان قامت بخلقها في كواليس مبنى «سي أي آي»، وكنتاج لبراءة اختراع زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي لإدارة جيمي كارتر، وبالتعاون مع سفير مملكة الخير آنذاك في واشنطن، بندر بن سلطان، وأسامة بن لادن، والجهادي عبدالله عزام…
هكذا دائماً، لا يحرك الغرب ساكناً لقتل الناس وهم هاجعون في منازلهم وأوكارهم يغطّون في سلام ويحلمون أحلاماً سعيدة هادئة إلّا الأهداف الإنسانية النبيلة.
سميح التايه