منفذية بيروت في «القومي» تحيي تأسيس الحزب باحتفال حزبي
رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت: حزبنا في تسعينه يزداد شباباً وتألقاً وعطاءً وصبراً على الشدائد وعناداً في الحق والعقيدة وتضحية لانتصار الأمة
ناموس المنفذية أسامة الشيباني: حوّل القوميون الاجتماعيون يوم التأسيس عيداً قومياً يجسّد وحدتهم الروحية وهويتهم القومية وتقاليدهم الجديدة
أقامت منفذية بيروت في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً في مكتبها بمناسبة عيد تأسيس الحزب، حضره رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، عدد من العمد وأعضاء المجلس الأعلى والمسؤولين الى جانب منفذ عام بيروت وليد الشيخ وأعضاء هيئة المنفذية وجمع من القوميين.
استهلّ الاحتفال بنشيد الحزب الرسميّ والنشيد الوطني اللبناني، ثم كلمة ترحيب وتعريف ألقاها مصطفى عيتاني.
كلمة المنفذية
ألقى كلمة منفذية بيروت، ناموس المنفذية أسامة الشيباني فقال:
سجل لبيروت الكثير في التاريخ على مرّ العصور، فحملت العديد من الألقاب التي كان أشهرها «أم الشرائع».
وقدّر لبيروت أن تحتضن ذلك اليوم الذي جمع فيه أنطون سعاده تلاميذ فكره وعقيدته لينظمهم في حزب يحمل أعباء القضية القومية، ويجاهد في سبيل تحقيق الغاية العظمى.
يوم تحوّل إلى لحظة تاريخية مفصلية شهدت بعث النهضة السورية القومية الاجتماعية لتُعيد إلى الأمة السورية كلها حيويتها وعزتها.
لم يحدد ذاك اليوم بصورة واضحة جلية، لكن المؤكد أنه كان في الفترة الواقعة بين منتصف شهر تشرين الأول وأواسط شهر تشرين الثاني من العام 1932.
إلى أن كان تاريخ 16 تشرين الثاني من العام 1935 حين تمّ اعتقال سعاده والقيادة المركزية للحزب من قبل قوات الاحتلال الفرنسيّ آنذاك، ليشكل ذلك الفعل نقطة انطلاق للمواجهة الفعلية المباشرة مع جيش الاحتلال.
على إثر ذلك، اعتمد سعاده اليوم ذاته من العام 1932 تاريخاً رسمياً لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، متفائلاً بتاريخ 16 تشرين الثاني من العام 1935 الذي مثل أولى المحطات العلنية لعمل الحزب الموحّد الجامع لكل شعبنا السوري.
شعبنا الذي أراد سعاده أن يرتقي به أكثر وأكثر وصولاً إلى الإنسان الجديد الساعي إلى ترسيخ عادات جديدة منها تثبيت فكرة الأعياد القومية التي صارت فرصة يتبادل فيها السوريون القوميون الاجتماعيون الزيارات والتهاني. ويقيمون الاحتفالات في كافة الوحدات الحزبية على امتداد الوطن ومناطق عبر الحدود بهدف تقوية الروابط الروحية – الاجتماعية بينهم .
بهذا الإيمان العميق الراسخ، حوّل القوميون الاجتماعيون السادس عشر من تشرين الثاني إلى عيد قومي كبير، كما هو الأول من آذار الذي تكرّس عيداً لولادة الوعي القومي المقاوم، وكما هو الثامن من تموز الذي تثبت عيداً للتضحية والفداء.
يختتم القوميون الاجتماعيون العام الحزبيّ التسعين، ليدخلوا بعزيمتهم المعتادة إلى العقد الأخير من المئوية الأولى من عمر حزبهم.
يدخلونه كما عهدهم حضرة الزعيم أكتافهم أكتاف جبابرة وسواعدهم سواعد أبطال.
يتابعون مسيرة مَن سبقهم فيها مئات آلاف الرفقاء، وآلاف الشهداء والجرحى والأسرى. يمتشقون السلاح حين يكون هو الحل الأمضى، ويبذلون الدماء ليحيا أبناء شعبهم في عزّ وكرامة. ويتحوّلون إلى مذيعين ينشرون مبادئ حزبهم لأن فيها فلاح مجتمعهم ومتحداتهم.
فالسوريون القوميون الاجتماعيون يؤمنون أن كل ما فيهم هو للأمة، لسورية كلها، فأعلنوا أن حياتهم لها إن رغبت، وأرواحهم فداها إن طلبت، ودماءهم ماؤها إن عطشت، ولسورية كل ما فيهم متى أمرت.
من هنا، ونحن على بعد أمتار من حيث أنقذ الشهيد الرفيق خالد علوان شرف الأمة بعمليته البطولية ضد جيش عصابات الاحتلال، نؤكد على ثباتنا في خط المقاومة ضد كل احتلال، وفي مواجهة كل غاصب.
فكما أن للأمة السورية حدوداً طبيعيّة تميّزها عن سواها من الأمم، فإن لها أيضاً حصوناً هي أرواح السوريين القوميين الاجتماعيين التي افتدت لبنان والشام وفلسطين والعراق. وهي حاضرة لردّ الوديعة إلى الأمة متى طلبتها وجدتها.
الكلمة المركزية
وألقى رئيس المجلس الأعلى سمير رفعت كلمة جاء فيها:
شرفني حضرة منفذ عام بيروت الأمين الجزيل الاحترم وليد الشيخ، وأعضاء هيئة المنفذية والأمناء والرفقاء في منفذية بيروت، ست الدنيا، أن أحتفل معكم وبكم في الذكرى التسعين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يزداد شباباً وتألقاً وعطاءً، وصبراً على الشدائد، وعناداً في الحق والعقيدة، وتضحية في سبيل نصرِ الأمة، والدليل أننا على مرمى حجر من الملحمة البطولية التي خطّها الشهيد البطل خالد علوان (ميشيل)، والمنفذية في القلب بين ساحته وقاعته.. وهو الذي برصاصاته حَرَّر بيروت من رجس الصهاينة.
وما دمنا في حضرة التأسيس، لا بدّ وأن نتحدث قليلاً عن أهمية المؤسسات في العقيدة القومية الاجتماعية، فقد شَيَّد سعاده تنظيم حزبه فجاء بالمؤسسات الصالحة والمرتبطة بمبادئ الحزب وغايته، لتحل محلَّ المؤسسات التقليدية العتيقة القائمة في المجتمع السوري، ومشدداً على أن وجود هذه المؤسسات القوميّة لا معنى لها من دون ارتباطها بفكر الحزب وقضيته القومية، لذلك قال سعاده في محاضرته الأولى في الندوة الثقافية «إذا كنا نؤمن بأن لنا قضية صحيحة كُلّية، نريد تحقيقها فلماذا إذن هذا الحزب وهذه الأنظمة وهذه الروابط، فالمؤسسات بلا عقيدة وبلا قضية قوميّة تخدمها لا فائدة منها». وسعاده اعتبر أن إنشاء المؤسسات ووضع التشريع، هو أعظم أعماله بعد تأسيس القضية القومية، لأن المؤسسات هي التي تحفظ وحدة الاتجاه ووحدة العمل، وهي الضامن الوحيد لاستمرار السياسة والاستفادة من الاختبارات.
كما أكد سعاده ضرورة أن تكون المؤسسات يقظة وقادرة على الخلق والإبداع، وتعتمد قاعدة النظام، وتوحّد جهود العاملين للقضية القومية الاجتماعية، وتقضي على الفساد والفاسدين والعوامل الشخصية ـ الأنانية التي تسعى لتسخير هذه الجهود لمطامعها ومصالحها الخصوصية، وتابع سعاده «إنني لو تركت الفساد يستمر مندمجاً مع الصلاح والجدارة، لما كان نموُّ الحزب سوى تضخُّمٍ لا يلبث أن ينتهي إلى التفسُّخ والتفكُّك..».
وهنا لا بد أن نقف طويلاً أمام ما اعتور حزبنا في الفترة الأخيرة، فحين طال مؤسسة من مؤسسات الحزب التزوير المُتعمّد، أدّى ذلك الى التشقق الذي نعانيه، ولولا تماسك قيادة الحزب بكاملها، والقوميين الاجتماعيين، لما عاد الحق إلى نصابه، وزُهِق الباطلُ، إن الباطل كان زهوقاً.. وتجلى ذلك في الاحتفال المركزيّ الذي أقامته قيادة الحزب في ذكرى التأسيس وقد أكد رئيس الحزب الأمين أسعد حردان في كلمته أن هدفنا هو وحدة الحزب أولاً وثانياً وثالثاً وعاشراً، وهو ما نردده كل يوم وصولاً إليه..
لن أطيل عليكم الكلام، فمنذ وجد الإنسان وله عينان لكي يرى جيداً، وإذ كان لا يستمع ويستوعب جيداً، وفمّ واحد لكي يتكلم قليلاً ففي الإيجاز إعجاز.
لا شكّ تذكرون أنّ أبا الطيب المتنبي، تنبأ ببيت شعره الذي تداوله الملايين من الناطقين بالعربية، ويقول فيه:
ما كل ما يتمنّى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
لسوانا هذه النبوءة، أما نحن، ومنذ أن أعلن زعيمنا سعاده، نبوءته مخاطباً إيانا:
إن فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ… وإنها لفاعلة، والتي أنتم، أبناء النصر الأكيد.
منذ أن أعلن سعاده التأسيس الذي نحتفل به اليوم، القضاء والقدر، وأصبحت نبوءة المتنبي عقدنا نحن أصحاب وقفة العز والهمم العالية والإرادة الصلبة، التي لا تقبل الاستسلام للتمنيات تقول:
تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسفن
إن الذي يرتجي شيئاً بهمّته
يلقاه ولو حاربته الأنس والجن
فاقصد إلى قمم الأشياء تدركها
تجري الرياح كما شاءت لها السفن
أشكركم مرة ثانية وأبارك لكم احتفالكم، فالعزة أنتم والكرامة أنتم والماضي والحاضر والمستقبل أنتم ولنردّد معاً، تحيا سوريا ويحيا سعاده.
بعد الكلمات تمّ قطع قالب حلوى بالمناسبة.