آن الأوان لنتعلّم من الكبار خذوا العبر من مونديال قطر؟
} إبراهيم وزنه
فيما الأبصار شاخصة إلى قطر، حيث تدور مباريات من طراز عالمي تجمع بين دفتيها أبرز المنتخبات العالمية وأهم نجوم الساحرة المستديرة على وجه الأرض، يطيب لنا كلبنانيين أن نطلّ لبعض الوقت على شاشة المحطة المحلية صاحبة الحق الحصريّ في نقل مجريات الدوري المحلي، بهدف إلقاء نظرة سريعة على مجريات “الديربي البيروتي” المشتعل على ملعب جونيه البلدي حيث تواجه الغريمان النجمة والأنصار عصر السبت الماضي.
مباراة من شوط واحد تخللها هدف للنجمة وهدف للأنصار، حيث لم ينعم النجماويون بفرحة تقدّمهم إلا لدقيقتين! بعدها انطلقت الموشّحات، وبدأت معركة التكسير ورمي الكراسي وعبوات المياه إلى الملعب، وتطور الأمر إلى تراشق بين المدرّجين. وبالمحصّلة توقفت المباراة على أن تستكمل في وقت لاحق من حيث توقفت ومن دون حضور الجماهير! وبالفعل استكملت عصر اليوم وانتهت بفوز الأنصار بنتيجة 2 ـ 1.
أيها السادة، لا تعجبوا فالمشهد الكروي في لبناننا محفوظ عن ظهر قلب، حافل بالتشويه والنقص والغصّة لا تفارق القلوب، لماذا؟ باختصار لأن الثقافة الرياضية معدومة، والروح الرياضية تحتضر، والمواكبة اللامسؤولة وحدها الحاضر الدائم في ملاعبنا، ناهيكم عن إزاحة الملاعب الأساسية عن خريطة الاستضافة… نعم، وبصريح العبارة، لا ملاعب عندنا، ولا ثقافة رياضية في قواميسنا الكروية، وفوق ذلك كله، غياب الروح الرياضية من مفردات التعاطي والمواجهة بين اللاعبين وفي الحكم على الحكّام… والعصبية اللافتة في صفوف الجماهير. وعلى الرغم من ذلك، وسطوة الصورة السوداوية البائسة الرابضة فوق صدور ملاعبنا يأتيك من يطالب بالارتقاء والتطوّر وتسجيل النتائج! أيها السائلون عن سرّ تراجعنا، ليتكم تتابعون ما يحصل في قطر فتأخذون من “دوحتها” العبر، لقد آن الأوان لتتعلّموا من تصرّفات الكبار، ولتنهلوا من معين القيم الرياضية، فالأخلاق أولاً وأخيراً، وهذا هو المطلوب في موضوع التعاطي والتشجيع والمواكبة، أما بالنسبة للارتقاء الفنّي، فعليكم الاجتهاد ورسم الأهداف والتخطيط السليم واستقدام خيرة الخبراء والمدربين لتحقيق الطموحات، وقبل أي شيء، نريد الملاعب التي هي الأساس الأول في البناء… والرجل المناسب في المكان المناسب، وهنا يكمن سر النجاح … والسلام عليكم.