أخيرة

دبوس

هكذا تحدث دعبس
في الرياض

لم يجفّ حبر بيان الرياض بعد، والذي طالبت فيه الصين ودول الخليج والدول العربية بحلّ الدولتين، وبقيام دولة فلسطين القابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى حدود الرابع من حزيران عام 1967، لم يجفّ حبر البيان بعد حتى طالعتنا الأنباء اليوم بأنّ اتفاقية شراكة شاملة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وكيان الإحلال قد تمّ التوقيع عليها، وهي تلغي أو تخفّض الرسوم على 96% من السلع المتبادلة بين الجانبين.
وقبل ذلك أتحفنا السيّئ الصيت والسمعة عادل الجبير لا فضّ فوه، وزير مملكة الخير للشؤون الخارجية، بأنّ التطبيع بين مملكته وكيان الإحلال آت لا محالة.
أما دعبس، فلقد اكتشف مؤخراً انّ وعد بلفور هو عمل بريطاني أميركي مشترك، وهو يطالبهما بالاعتذار، تماماً كما اكتشف قبل ذلك وزير خارجيته الأعجوبة، رياض المالكي، أنّ سبب كلّ هذا الذي يجري في فلسطين والأراضي المحتلة، ليس الاستيطان وسرقة الأرض وقتل الناس وهدم البيوت والتنسيق الأمني المقدس، السبب في كلّ ذلك هو غياب الأفق السياسي. يعني ومن وجهة نظر أبو الدعابيس، إذا قامت بريطانيا وأميركا بالاعتذار عن وعد بلفور، فإنّ الأمور ستصبح صافي يا لبن، ويا دار ما دخلك شر، واللي فات مات!
سأظلّ أتساءل وحتى النفس الأخير، من الذي أعطى هذا الشيء القابع في المقاطعة الحقّ بالتحدث نيابة عن الشعب الفلسطيني؟ لست أدري. للعلم فقط، إثر حادثة لوكربي، لم تطالب بريطانيا العظمى ليبيا بالاعتذار، أخذت من القذافي مبلغ 3 بلايين دولار كتعويض للضحايا، كلّ رأس أنجلوساكسوني بـ 10 ملايين دولار، ولم تقف طويلاً عند ضرورة الاعتذار.
وأتساءل دائماً، لماذا تبقى قضية خاشقجي حيةً، بينما تموت قضية نزار بنات؟ هل لأداة القتل دخل في ذلك، بمعنى، هل القتل بالعتلة أكثر رحمة من القتل بالمنشار؟
سميح التايه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى