للكلمة زِيٌّ أدبي أنيق
يكتبها الياس عشّي
مع كلّ شروق تخرج “الكلمة” بزِيّها الأدبي الأنيق، وشموخها، وتاريخها العمرُه بعمر الكون، وحروفها الحاملة عبءَ الوطن، تخرج لتتجوّل بين الأحياء والشوارع والقرى والبيوت، ويكون صوتها عالياً وهادراً، تعرّفنا على الناس، تكشف همومهم، وتقرأ لنا أفكارَهم وطموحاتِهم، بل وغضبهم عندما يتساوى، أمام القانون، القاتل والقتيل.
ولا تقف “الكلمة” عند هذا فقط، بل تذكّر أباطرة اليوم بما قاله پاسكال:
“ مهزلة هذه العدالة التي يحدّها مجرى ماء، فما هو صحيح وصواب قبل جبال الپيرينيه، هو خطأ وضلال بعد جبال الپيرينه”،
تُرى، تقول الكلمة، إلى متى ستبقى العدالة غارقةً في النسبية؟ وإلى متى سيبقى العالم تائهاً ومصاباً بعمى الألوان؟
وتضيف: كيف للثور الهائج أن يضبط إيقاعاتِه إذا لم تكونوا أنتم قادرين على إبداعِ وتعميمِ إيقاعات أخرى تتقاطع مع مقولة هيغل: “من له القوة له الحق، ومن لا قوة له لا حقّ له”، أو ما قاله سعاده: “إن لم تكونوا أحراراً في أمّة حرّة، فحرّيّاتُ الأمم عار عليكم “.
والكلمة، في رحلتها الصباحية، ستعرّج على القدس وغزّةَ، وعلى كلّ المدن والقرى وبيّارات الليمون في فلسطين المسوّرة بالأسلاك الشائكة والجنود الصهاينة، وستفتح حواراً مع شهدائها، وتعرّفهم على سناء، وعلي، ونورما، وعمّار، وكلّ الرفقاء الذين آمنوا “بأنّ الموت شرط لانتصار كلّ قضية”.
صدّقوني أنّ العودة إلى القراءة، والتجوّل بين صفحات الكتب، وإقامة جسر تواصل بين الكلمات، قد يكون الحلّ للخروج من التفاهة والتسطيح، شرط أن تكون المقروءات على سويّة من العقل، والإبداع، والاستشراف، والأناقة.