استمرار هدم المنازل الفلسطينية عدوان لا يُردّ بـ «عملية السلام»!
} عبد معروف
صعّدت سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» خلال الساعات الماضية، من عمليات هدم منازل المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
فقد هدمت قوات الاحتلال، منزلين في خلة العيدة قرب جبل جوهر، شرق مدينة الخليل في الضفة الغربية، تعود ملكيتهما للمواطنين سامر عبد الوهاب جابر، ومحمد غريب ديب جابر.
وذكر سكان شرق الخليل، أنّ مسلسل اعتداءات الاحتلال على بيوتهم وأراضيهم ومزارعهم متواصل منذ أعوام، وأنّ سياسة حكومة الاحتلال المبرمجة تهدف إلى تهويد المنطقة والسيطرة عليها، لتوسيع مستوطنة «كريات اربع»، المقامة على أراضي المواطنين شرق الخليل.
كما هدمت قوات الاحتلال «الإسرائيلي»، مشتلاً، واعتقلت ثلاثة شبان، من بلدة الجيب، شمال غرب القدس المحتلة، وهدمت منزلاً قيد الإنشاء في بلدة كفر الديك، غرب سلفيت.
إلى جانب عمليات الهدم المتواصلة، أخطرت قوات الاحتلال، بهدم مدرسة خشم الكرم في تجمع البادية ببلدة يطا جنوب الخليل.
والجدير بالذكر أنّ سلطات الاحتلال «الإسرائيلي» هدمت 320 مبنى بالضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ مطلع العام 2022 الجاري، بحسب إحصاءات وثقتها منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، التي حذرت في تقرير لها من خطورة سياسة هدم المنازل التي تتبعها سلطات الاحتلال بالقدس والضفة وخاصة في مناطق (ج).
وفي الوقت الذي تشكل سياسة هدم المنازل الفلسطينية منهجية «إسرائيلية» قديمة منذ نشأة دولة الاحتلال عام 1948، ومنذ ذلك الوقت يستمرّ العدو بسياسته العدوانية وعمليات الهدم ضارباً بعرض الحائط كافة القوانين والأعراف الدولية والاتفاقيات الموقعة مع الجانب الفلسطيني.
ماذا يؤكد ذلك؟
تؤكد سياسة العدوان والاقتحام والهدم والقتل التي تتبعها الحكومة «الإسرائيلية»، أنّ الجانب «الإسرائيلي» لم ولن يلتزم بعملية السلام التي سعت من أجلها بشكل جادّ الأطراف العربية والجانب الفلسطيني، وتؤكد على أنّ حكومة تل أبيب تتبع سياسة التعنّت وليس لديها الاستعداد للالتزام بالقوانين والقرارات الدولية، بل ما زالت تتبع سياسة العدوان والقتل والمصادرة والهدم والاقتحام دون رادع يضع حداً لهذه السياسة العنصرية والعدوانية.
وبالتالي فإنّ وقائع الأحداث والتطورات تشير وبشكل لا لبس فيه، إلى أنّ الاحتلال «الإسرائيلي» ما زال في موقع الهجوم، وما زال يمارس عدوانه دون أيّ حساب، ولم تردعه كلّ المهرجانات والاتفاقيات والأغاني والدبكات والتلويح بالرايات، كما أنّ سياسة الانقسام والانشقاق ساهمت في إضعاف الوضع الفلسطيني واهترائه، وهذا يتطلب نهجاً وحدوياً جديداً أكثر فعالية وأكثر جدية من أجل ردع سلطات الاحتلال ووضع حدّ لعدوانها المستمرّ ووقف سياسة الهدم والمصادرة، ذلك لأنّ مواجهة السياسة «الاسرائيلية» يتطلب نهجاً جديداً يستند لقوانين المواجهة بشكل منظم، ويقوم على تصعيد العمليات العسكرية ضدّ مواقعه، ومواجهة مؤسسات الاحتلال في كلّ الميادين، وهذا يعني أن لا تقتصر المواجهة على ثلة أو مجموعة من الأبطال، بل تعتمد حاضنة شعبية، شعب منظم، يحشد قدراته في مواجهة مخططات الاحتلال وعدوانه المستمر.
لا شك أنّ الشعب الفلسطيني داخل الوطن المحتلّ، يواجه عدواً عنصريا شرسا، ويتبع سياسات متعددة لتحقيق أهدافه، ما يعمم حالة اليأس والاحباط في صفوف الشعب الفلسطيني الذي لم يبخل يوما في ميادين الثورة، لهذا فإن هذا الشعب البطل يحتاج لأطر نضالية تعمل على حشد طاقاته وتنظيم صفوفه والانخراط في ميادين المواجهة مع العدو، هذا العدو الذي لا يفهم إلا لغة القوة.
من المعيب أن يستمر الاحتلال في عدوانه وهدم المنازل واقتحام المقدسات ومصادرة الأراضي وطرد المواطنين الفلسطينيين وممارسة أبشع أنواع القتل والجريمة والاعتقال، في وقت لا يزال البعض خارج ميدان الصراع والمواجهة، وفي وقت تستمر المراهنة على عملية السلام وإمكانية تسوية الصراع مع الاحتلال على طاولة المفاوضات.