أنشطة قومية

مديرية إقليم الخروب في «القومي» احتفلت بالعيد التسعين للتأسيس

ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي: كل أرواح السوريين القوميين الاجتماعيين سور يحمي لبنان وفلسطين والشام والأردن والعراق والكويت وقبرص وأبناء أمتنا كلها

أحيت مديرية إقليم الخروب التابعة لمنفذية الساحل الجنوبي في الحزب السوري القومي الإجتماعي، العيد التسعين لتأسيس الحزب فأقامت احتفالاً في قاعة الجود – داريا، بحضور ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي، منفذ عام الساحل الجنوبي غسان حسن وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام الشوف مازن العماد، ومنفذ عام صيدا – الزهراني محمد غدار وعدد من المسؤولين.
وحضر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب ممثلاً بأمين شعبان، وكيل داخلية إقليم الخروب في الحزب التقدمي الإشتراكي ميلار السيد على رأس وفد، الشيخ يونس بركات ممثلاً حزب الله، أحمد الحاج ممثلاً حركة أمل، غازي عويدات ممثلاً المؤتمر الشعبي اللبناني، الدكتور عماد الشمعة ممثلاً جبهة العمل المقاوم، حسام الحجار ممثلاً حزب الاتحاد، وفد من لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية، وممثلون عن فصائل المقاومة الفلسطينية ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات .
بعد النشيد الوطني اللبناني والنشيد الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، عرّف الاحتفال سعيد الشوا فرحب بالحضور وتحدث عن معاني التأسيس.

كلمة المنفذية
كلمة منفذية الساحل الجنوبي ألقاها المنفذ العام غسان حسن الذي قال:


شكّل تأسيس الحزب السوري القومي الإجتماعي في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1932 انعطافة تاريخية في سجل حياة أمتنا السورية، أراد منها مؤسس الحزب الشهيد أنطون سعاده أن تشهد ولادة حزب غير تقليدي وفقاً للسائد حينها، إنما حزب يشكل فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها.
أضاف: هذا العام، يدخل حزبنا عامه الحادي والتسعين مالئاً جعبته بوقفات عِز عزّ نظيرها مقاومة واستشهاداً من أجل انتصار بلادنا.
تسعون عاماً مضت، فلا الأهوال التي واجهناها حطت من عزيمتنا. ولا المؤامرات المتتالية والمتعاقبة كانت قادرة على أن تفتّ من عضدنا.
ثبتنا على نهج الصراع لإيماننا بأننا حزب نهضة المجتمع وفلاحه. نحمل همّه على تعاقب أجيالنا، فنحصّنه ضد كل محاولات الاختراق والتجزئة والتقسيم. ونشكل الطُعم الذي يسري في شرايينه ليقاوم كل الأمراض الطائفية والمذهبية والمناطقية والكيانية.
وتابع قائلاً: في الوقت الذي استهدف فيه لبنان، فانهار وضعه الاقتصادي، وتحولت أرصدة المواطنين إلى مجرد أرقام على شاشات المصارف، لا يزال رصيد الحزب السوري القومي الاجتماعي يراكم آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، وما غادروا ساحات الجهاد ولن يفعلوا.
منذ انطلاق المقاومة القومية في مواجهة العصابات اليهودية على أرض فلسطين التي شهدت ارتقاء أول شهيد من أعضاء الحزب الرفيق حسين البنا، مروراً بشهيد الاستقلال في لبنان الرفيق سعيد فخر الدين، وصولاً إلى كوكبة الاستشهاديين في مواجهة العدو الصهيوني على أرض لبنان، وليس انتهاء بنسور الزوبعة الذين وقفوا في الخندق ذاته مع جيش تشرين، لقتال الارهاب على أرض الشام، وهذه كلها محطات تؤكد أننا حزب قضية واضحة جلية تمثل قضية أمة بأسرها.
ولفت إلى أن أزمات متتالية تستهدف بلادنا لسبب واحد لا ثاني له، وهو أنها ترفض وجود ذلك الكيان الاحتلالي السرطاني المسمّى «إسرائيل». فلو قبلت الشام بالتخلي عن المقاومة ودعمها واحتضانها، لما كانت الهدف لكل إرهابيي العالم وداعميهم ومشغليهم. ولو قبل شعبنا في فلسطين بالتخلي عنها لصالح كيان العدو الغاصب، لما تكالبت كل أحقاد الدنيا على هذا الشعب المقاوم الذي رفض أن تغتصب أرضه وتتحوّل إلى مركز تجميع لكل شذاذ الآفاق من كل الكرة الأرضية.
ومن باب قناعاتنا ذاتها رفضنا ما تعرّض له العراق من محاولات تقسيم طائفي ومذهبي وإثني، فقاومنا كل من استهدف وحدته وسعى إلى تدمير قوته ونهب ثرواته التي خصّ لبنان بجزء منها كاسراً عنه حصاراً لن يثنينا عن التمسك بكل ثوابتنا مهما كلفنا الأمر.
وأكد أنّ المبادئ ذاتها هي التي تجعلنا نضطلع بمسؤوليّاتنا تجاه الأردن بما يمثله من أرض خصبة نبتت فيها كل أشكال مقاومة التطبيع مع كيان العدو، والتصدّي لجميع حالات اختراق المجتمع بهدف عزله عن محيطه القومي. فلقد شكل اجتماع وزراء الزراعة في دول هلالنا السوري الخصيب شكلاً من أشكال الاستجابة للدعوة التي وجهها الحزب السوري القومي الاجتماعي بتشكيل مجلس التعاون المشرقي بين دول الأمة السورية التي ستظهر قوتها بشكل أكبر وأفعل بانضمام الكويت إلى هذا المجلس بما تمثله من قوة اقتصادية في أمتنا تثبت كل يوم تمسكها بثوابتها القومية، خاصة لجهة المسألة الفلسطينية ورفض كل شكل من أشكال التطبيع.
وختم قائلاً: ونحن ندخل العقد الأخير من مئوية حزبنا الأولى، نؤكد على ثوابتنا القوميّة التي نتمسّك بها ولن نحيد عنها مطلقاً مهما كانت التحديات والتضحيات. كما نؤكد الالتفاف حول مؤسسات حزبنا وصونها وتحصينها لتبقى هي الضمانة لاستمرار الحزب على نهج الصراع والمقاومة والتضحية والفداء في سبيل القضية التي آمنّا بها والتي تساوي وجودنا.
كلمة الأحزاب
كلمة الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية ألقاها القيادي في حركة أمل أحمد الحاج الذي قال:
«مبارك عيدكم التسعين، عيد الأمة الغرّاء، ومفتاح نصرها المؤزر وعنفوانها الثابت، بعد تسعين عاماً من وضع البذرة الأم، واللبنة الأساسيّة لبناء قمم الشموخ وبلوغ مراتب العلى…».
وأضاف «نعم عندما استفاق المارد القوميّ، ماتت نخوة المستعربين، وغضّوا الطرف عن نحر الثورة بسكين العمالة، فارتقى الزعيم انطون سعاده، ثائراً قومياً سورياً.. شهيداً عظيماً، وشاهداً على سقوطهم في فم التنين..».
وتطرق الى الوضع في لبنان، فقال:» اننا نعيش اليوم حالة الضياع السياسي، بلا مشروع إنقاذ واضح، ولا رؤية مستقبلية تقينا خطر الاصطدام، بل إمعان في تصلب المواقف وتسلط الأنا»، معتبرا «ان الاستحقاق الرئاسي بات مرحلة مفتوحة لتصفية الحسابات بين الحلفاء والأخصام، والميثاقية مستنداً للتناحر وضرب المصلحة الوطنية، وإعادة تموضع القوى السياسية بحثاً عن حصة هنا وموقع هناك، ضاربين مصلحة الدولة والناس عرض الحائط»، مشدداً على «ان الحوار هو أساس لإحقاق الثوابت وتأكيد الأهداف، وأولها انتخاب رئيس للجمهورية، ثم تشكيل حكومة ذات برنامج علمي يحاكي الشأن الاقتصادي كأولوية لترسيخ الاستقرار النقدي، الذي بدوره يرسي الانتظام العام للدورة الحياتية للبنانيين..».
وأكد أن المطلوب اليوم ايلاء المشروع الوطني المقاوم الاهتمام الأكبر، ودفعه نحو التطبيق العملي دون تردد…».
كلمة مركز الحزب
كلمة مركز الحزب السوري القومي الإجتماعي ألقاها ناموس المجلس الأعلى سماح مهدي الذي قال:
نلتقي اليوم لا لنحتفل فقط بمرور تسعين عاماً على تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي. فمؤسس الحزب الشهيد أنطون سعاده أراد من هذه المناسبات القومية أن تتحوّل إلى مواقف نستذكر فيها مجموعة الإنجازات التي حققها شعبنا وحزبنا خلال الأوقات المنصرمة.
فلسنا هنا لنذكّر بأن تسعة عقود من تاريخ الأمة ملئت مقاومة وصراعا وانتصارات، بقدر ما نقف اليوم لنقول إننا في نقطة انطلاق متجددة في سبيل جهاد مستمر ليس هدفه إلا فلاح هذه الأمة وتقدمها وانتصارها.
في حمأة هذا الصراع، جنوب أمتنا – فلسطين يلتهب مقاومة تزداد كل يوم في مواجهة عصابات الاحتلال.
في الوقت الذي تذهب فيه بعض الأنظمة مطبّعة باتجاه حكومة العدو، جاءتها الصفعة من أكثر من مكان. فما يحصل اليوم في الدوحة رد شعبيّ على محاولات التطبيع حيث يقول أبناء شعبنا وأبناء شعوب كل العالم العربي «إن كنتم قد تخليتم عن فلسطين، فنحن نتمسّك بها أكثر من أي وقت مضى».
ويأتي هذا الموقف الشعبي ليسند مقاومة مسلحة يخوضها أبناء شعبنا داخل الأرض المحتلة. فقد سعى كيان عصابات الاحتلال ومعه المطبعون والداعمون والمشغلون إلى حصر المقاومة في قطاع غزة. فإذا بها تتفجر في كل مدن وقرى الضفة الغربية، وتتحضر أرضنا المحتلة عام 1948 لاستكمال هذا المشهد الوطني المقاوم.
وهناك من يسألنا «ألم تيأسوا من ذلك الصراع؟»، لنردّ عليه «اسمع ما يقوله ساسة كيان الاحتلال».
اليوم، القناة 12 في تلفزيون العدو تعلن «أن اضطرابات ما بعد الصدمة التي يعاني منها أفراد جيش الاحتلال وقوات أمنه، ارتفعت هذا العام بنسبة 50%».
كما جاء تقرير رسمي صادر عن جيش عصابات الاحتلال ليقول «لقد عالج قسم إعادة التأهيل، فقط خلال هذا العام، 60000 من قوات الجيش والشرطة». أو ليس هذا دليل على أن أولئك المجرمين الحاملين للسلاح يواجهون شعباً مقاوماً مؤمناً بأن فلسطين من رأس الناقورة شمالاً حتى أم الرشراش جنوباً، ومن البحر المالح غرباً إلى البحر الأملح شرقاً كلها ملك لأبناء أمتنا على تعاقب أجيالها السابقة والحالية والقادمة؟
وليعلم ذلك العدو أنه لو لم يبق من فلسطين تحت الإحتلال إلا دالية واحدة، فلن نترك السلاح حتى تحرير آخر عنقود عنب فيها.
جيش عصابات الاحتلال ذاته يعلن أيضاً أن البنادق المتطوّرة التي يستخدمها المقاومون في الضفة الغربية، هُرّبت من العراق عبر الشام والأردن. وكأني به يقول إن وحدة الأمة السورية تتجلى الآن في وحدة المقاومة داخل الأرض المحتلة. فلا يمكن لفلسطين أن تصمد وحدها ما لم تكن الشام إلى جانبها ولبنان والأردن والعراق والكويت.
الشام التي عُرضت عليها كل المغريات لتتخلى عن فلسطين، وتكتفي بحدود الرابع من حزيران. فقط يا دمشق أنزلي من ساحاتك وساحات حلب وطرطوس واللاذقية علم فلسطين. فكان الجواب القاطع «لقد بذلنا كل هذه التضحيات لنحرر كل فلسطين، أوتأتون الآن – ونحن قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الانتصار – تطلبون منا أن نتراجع. لا، وقسماً بدم كل شهيد ما تراجعنا حتى تحرير كل فلسطين».
هناك من يهيئ للتطبيع في مكان ما مستنداً إلى أن الأردن الرسمي وقع معاهدة وادي عربة. نقول لهم اذهبوا إلى ساحات عمان، وتحديدا في وسط البلد، لتجدوا المظاهرات التي ترفع شعارات «غاز العدو احتلال» و»ماء العدو احتلال»، فيؤكد شعبنا أن علاقتنا مع ذلك العدو ما كانت، ولا هي كائنة، ولن تكون في أي يوم من الأيام إلا علاقة الحديد بالحديد والنار بالنار.
عندما وُقّعت معاهدة وادي عربة، تم الاتفاق على تأجير أراضي الباقورة والغمر الأردنية إلى الاحتلال لمدة 25 عاماً في ملحق للمعاهدة المذكورة. وجرى الاشتراط أن هذه المدة تجدد لمدة مماثلة إذا لم يطلب الأردن إنهاء العقد قبل شهر من انتهاء الفترة الأولى.
ما كاد الوقت يحين، حتى أخذ أهلنا في الأردن يوجّهون كتباً إلى الحكومة – عبر كتّاب بالعدل – يطالبونها بإرسال الخطاب اللازم لإنهاء وجود الاحتلال في الباقورة والغمر، فاستجابت. انفجر الاحتلال غاضباً، ما الذي ذكركم بهذا البند؟ فكان جوابنا «إياكم أن تنسوا أن لهذه الأرض رجالا وماجدات وأشبالاً ورواداً ونسوراً يدافعون عنها في ساحات القانون كما في ساحات الجهاد».
وفي أرض العراق، الذي يحتفل الآن بمرور خمس سنوات على القضاء على آخر جيوب الإرهاب، بقيت الضغوط تمارس عليه ليتحيد عن القضية القومية. فكان الجواب أن مجلس النواب العراقي سن قانوناً غلّظ فيه العقوبات على المطبّعين مع كيان عصابات الاحتلال.
وفي الوقت الذي يمر به لبنان بأزمة المحروقات، جاء الشريان الطبيعيّ من أرض الرافدين مرورا بأرض الشام ليصل إلى لبنان في دعم جدّي له ليبقى صامداً.

ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نسجل للؤلؤتنا على شاطئ الخليج – للكويت، التي مثلت بكل جسارة صخرة تتحطّم عندها كل محاولات التطبيع رغم كل الضغوط الأميركية التي مورست. إلا أن الكويت تزداد يوماً بعد يوم تمسكاً بفلسطين بوصلة واحدة في صلب صراع الوجود.
فعلى المستويين الرسمي والشعبي اللذين يسيران بالتزامن، وصولاً إلى الشأن الرياضي يبقى الموقف ذاته. فإذا ما أوقعت القرعة لاعباً كويتياً في مواجهة لاعب من كيان عصابات الاحتلال، يكون القرار هو الانسحاب من هذه المواجهة – لا خوفا ولا رهبا – وإنما حرصا على فلسطين، فلا نعطي كيان العدو صك اعتراف ولو من سطر واحد.
واعتبر مهدي أن لبنان ما ينتهي من أزمة حتى يقع في أخرى. والسبب أنه مبني على قواعد هشة طائفية مذهبية مناطقية. فمَن الذي يريد لهذه البلاد أن تبقى في حالة عدم استقرار؟ أليس عدونا الوجودي ومن يقف وراءه؟ أليس الذي يريد ذلك هو من يغتاظ من الانتصارات التي حققناها في العام 2000 والعام 2006 وعلى توالي السنوات؟
ورأى مهدي أن واجب من هم في موقع المسؤولية في لبنان أن يقوموا بكل ما هو لازم لمصلحة البلاد والمواطنين. فإن كان اجتماع مجلس الوزراء هو في سبيل تأمين هذه المصالح، فما الضرر من ذلك؟ ولماذا هذه اللغة الطائفية المذهبية.
وقال: نجتمع اليوم في منطقة ردفت الدولة اللبنانية بالكثير من رجالاتها، سواء على المستويين المدني أو العسكري. فتحية لهذا الإقليم الأشمّ الذي يمثل قلب جبل لبنان الشامخ.
وختم: في العيد التسعين لتأسيس الحزب السوري القومي الإجتماعي، هو عهدنا بالرغم من كل الصعوبات التي مررنا بها، وبالرغم من كل المؤامرات التي استهدفتنا منذ تأسيس الحزب وحتى اليوم، أن نبقى كما أرادنا مؤسس الحزب الشهيد أنطون سعاده، حماة لهذه البلاد، مدافعين عنها. نفتديها ونحميها. لها دماؤنا متى شاءت، ولها أرواحنا متى طلبت، ولها حياتنا إن رغبت. فكل أرواح السوريين القوميين الاجتماعيين هي السور الحامي للبنان وفلسطين والشام والأردن والعراق والكويت وقبرص، ولكل أبناء أمتنا.
ثم جرى قطع قالب الحلوى بمشاركة الحضور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى