أخيرة

ثقافة التربية النضالية

‭}‬ مريانا أمين
التربية الأولى هي حب البيت، وحب العائلة، وحب الأرض والوطن.
نحن! نعلّم الطفل كيف يندمج مع أرضه مع التراب مع الشجر، مع النهر، والبحر، والصخر، والحجر.
كلّ هذا قبل أن نقول له كيف يقاوم وكيف يناضل.
فالإنسان جُبل بالتراب ليصبح محباً للأرض والوطن وهي الخطوة الأولى التي تؤصّل فكرة الحب في الدم والفكر والتصرفات وتدفعه للمحافظة على وطنه والوقوف في وجه كلّ معتدٍ.
دون أن ننسى تربيته على خطى أجداده بإعادته إلى التاريخ ليأخذ الدروس والعبر؛ هذه الدروس كلها لا نتعلّمها فقط في المدارس بل في البيئة وفي البيت ومن الأمّ والأب والرفاق والجيران.
وهذه هي الجرعة التي نُجرّعها للطفل منذ الولادة، أيّ حب الأوطان والدفاع عنها في وجه الغزاة والمعتدين.
هذه الثقافة هي ثقافة التربية النضالية، التي تنمو مع الشعوب وتجعلها رافضة لكلّ احتلال وكلّ اغتصاب ولو لحبّة واحدة من تراب الوطن.
كلنا يعرف أنّ الطفل يقتنع مرة ولا يقتنع مرات، لأنه لا يستطيع أن يفكر بشكل مستقلّ.
لكننا كما نغرس في أطفالنا حبّ الفنون ليكونوا على المستوى الفني والفكري والثقافي الذي يعزز المجتمع؛ وكما نعلّم أطفالنا ليكونوا عازفين ورسّامين ومبتكرين علينا تعليمهم فكرة النضال والمقاومة إنْ من خلال الفنون أو بطرق أخرى؛ لأننا نعيش على أرض لا نستطيع حمايتها من دون نضال مستمرّ! فلا بدّ لنا إلا أن نغرس في الطفل التربية الوطنية والنضالية والمقاومة على الدوام.
فالتنشئة تكون باللاوعي مع بيئة حاضنة.
دون أن ننسى أنّ عدوّنا يحاربنا بالسلاح والثقافة. وللنضال أوجه متعدّدة ومستويات دفاعية وثقافية مختلفة.
إذن… فالإقناع يعمّق الفكرة في النفس أكثر من أسلوب الضغط الذي اعتاد عليه المجتمع العربي في تربية أجياله؛ لنحقق النصر…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى