دردشة صباحية
«العدّاد» في حضرة المجلس النيابي
} يكتبها الياس عشي
كثيراً ما تساءلت: لماذا نادى سعاده بالديمقراطية التعبيرية، ورفض الديمقراطية العددية؟
لم أصل إلى إجابة ترضي قناعتي إلى أن بدأت مسرحية انتخاب رئيس عتيد للجمهورية الللبنانية. ففي عشر جلسات لمجلس النوّاب مخصّصة لانتخاب الرئيس، كان «العدّاد» في أعلى جهوزيته: ففلان «عدد» أصواته «كذا»، وآخر حصل على اثنين من الأصوات و… و… وعدد الأوراق البيض «كذا». وما زالت المسرحية مستمرة، وما زال العدّاد جاهزاً للعمل، جنباً إلى جنب مع عدّادات البنوك والصيارفة.
أيها السادة… لا دولة ديمقراطية بدون معارضة ديمقراطية، ولا ديمقراطية للتعافي بدون التعبير عن هموم الناس، وملاحقة الفاسدين، وحماية السلطة القضائية من تدخل السلطتين الأخريين.
وأول الديمقراطية تكون في تداول السلطة.
وثانيها أن نرى فريقاً معارضاً يؤمن بالدور الأساس الذي تلعبه المعارضة لتصحيح المسارات، ومراقبة اللعبة السلطوية. وكم من المعارضين عرفهم اللبنانيون، وأحبّوهم، واحترموا أداءهم، وعلى رأس هؤلاء عميد الكتلة الوطنية النائب والوزير ريمون إدّه.
أمّا ثالثها فحوار، شرط أن نميّز بين الحوار والثرثرة، ألم يقل الجاحظ: «مذاكرة الرجال تلقّح الألباب»؟