نافذة ضوء
وحـدهُ الـواعي يَرى ما لا يـُرى
} يوسف المسمار
أيـهـا الأحــرار يـا فـجـر الهُــدى
أنـتـُـمُ النـورُ الـذي لـن يُـقـهـَرا
أنـتـُمُ العـقـلُ الـذي مهـما جـرى
إن أراد َ الصخـرُ صـارَ المـرمـرا
فيكـمُ الماضي وما يأتي انـطـوى
وبـكـم يـغـدو الـوجـودُ ألأنـضـَرا
فانهـضوا دربُ الأعالي نـهـضة ٌ
إنـما المعـذورُ مَـنْ قــدْ أنــذَرَا
فـإذا كُـنـَّـا كـمـا ربُّ العـُـلى
شـاءنا صـُرنا الرحيـقَ الأعـطـرا
إنـمـا الإنســـانُ وعـيٌ نـاميٌ
وحـدهُ الـواعي يَرى ما لا يـُرى
في حـيـاة العـز لا في عـكسـهـا
ســرُ من شـاء الحـيـاة الأعـمـرا
فـبـنـا يـرقى ويسمـو شـعـبـنا
إن بـقـيـنا لـلأعـالي العـسـكـرا
ما بعـيش الـذلِّ نـرتـاد الـذُرى
بل بعيش العـزِّ نحيا في الذُرى
أعـظــمُ الآمـال ِأن نسـمـوَ كـما
يـنـبـغي بالنـور أن نسـتــنـورا
فالكرامات ُ استـُبـيحتْ وغــدتْ
أرضـُـنـا نـهـبـاً لشـذَّاذ الـورى
والبطـولاتُ اخـتفتْ واستـُنفِـدتْ
عـنـدما فينا الخـُمـولُ استـَكـبـَرَا
وحـدهُـــمْ أحـرارُنـا لم يـيأسـوا
بل تحـدّوا الظلمَ مهما اسـتَجـبرا
روحُهـمْ أقـلامُهـمْ ظـَلــتْ كـمـا
يـنـبـغي بالحــرِ أن يســتــنــفـرا
في فـلسطـين اسـتـعـادوا عـزَّنـا
بـدمــاءٍ أنعـشـتْ مـيـْتَ الـثـرى
وبلـبـنــان اســتـردوا حـقــَّـنـا
من عـدوٍ بالحـقـوق ِاستـهـتـرا
وبـبـغــداد اسـتـقــلـُّـوا بالعُــلى
غيَّـروا التاريخَ جـازوا الأعـصرا
وحدَهم في الشام رواد الحمى
يجـعـلونَ الكـونَ كـوناً أخـيَرا
*شاعر وباحث قومي مقيم في البرازيل.