أم ناصر أبو حميد
ناصر أبو حميد الأسير الشهيد، صاحب الوجه المنير العنيد، يختصر ملحمة الشعب الفلسطيني المستمرة، فهو إبن مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله، وهو معتقل منذ عام 2002، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عاما، وهو من بين 5 أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، ولهم شقيق سادس شهيد هو عبد المنعم أبو حميد. كما أن بقية العائلة تعرّضت للاعتقال، وحرمت والدتهم من زيارتهم سنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما هُدِم منزل العائلة 5 مرات، آخرها عام 2019.
والشهيد أبو حميد المحكوم بسبعة مؤبدات وخمسين عاماً والذي كان مصاباً بسرطان قاتل، وهو واحد من مجموعة تضم 600 أسير من المرضى، يعانون جريمة الإهمال الطبيّ المتعمّد، من بينهم 23 أسيرًا، يعانون من السرطان والأورام بدرجات مختلفة، وقد بدأ الوضع الصحي لناصر أبو حميد بالتدهور بشكل واضح منذ شهر آب 2021، إذ بدأ يعاني من آلام في صدره وتبين أنه مصاب بورم في الرئة، وتمّت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن عسقلان قبل تماثله للشفاء، مما أوصله إلى هذه المرحلة الخطيرة. وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيميائي، تعرّض مجدداً لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخراً تلقي ذلك العلاج لكن بعد فوات الأوان حتى ارتقائه شهيداً.
أم الشهيد ناصر أيقونة بين أمهات فلسطين، بمثل ما هو أيقونة بين الأسرى والشهداء، ولا يمكن أن ننسى والد الشهيد رعد حازم منفذ عملية تل أبيب، عندما تحدّث عن الصبر والتحمّل في تشييع ولده الشهيد استذكر والدة الشهيد ناصر أبو حميد. وقال وهو يجهش بالبكاء، إنه لا ينسى مشهدها في شهر رمضان وهي تضع صور أبنائها الخمسة على الطاولة أمامها على الإفطار وتتناوله معهم، وكأنها تطعمهم بأيديها، متسائلاً من أين يأتي هذا الصبر الجميل؟ مجيباً: إنها فلسطين.
التعليق السياسيّ