ثقافة وفنون
الحزن الأخير
} عبير حمدان
تعال لتخترق ضباب الانتظار
وتنبعث كالعطر من ثنايا الليالي
شفقا وشغفا
وعقوداً من ألوان البراري
ومحيطاً من الهمس!
أيها الحب المترامي
على أطراف الرصيف
ناولني جزءاً من الأمس
لأغرق في دفء مياهك..
لأنك حبيبي
أجمع المطر في قارورة من تراب
كي ألامس ثمارك المحرمة..
بين القبلة والقبلة
انثر الرماد والغمام
وأحصد رحيق الارتجاف
وربيع البداية..
لأنك حبيبي
ابكي، وأغفو، وأعصر الدقائق
أبدل رنة الهاتف
وطريقي إلى الأماكن
وأمزق القصائد والجرائد..
لكنك تغيب مع الرنين
والحبر والأخبار اليومية المملّة
والموسيقى الصاخبة
وصور الشاشات المتحركة!
لكنك حبيبي،
المشاكس، الغامض، المتمرّد!
وأنا أضعتك بين أوراقي
حيث التقطت أنفاسي
لأخط سطراً فارغاً من معانيه
امنحني سطوري
وأنزع عن المقل طيف طوفانها
وذوبان سنواتها
على إيقاع الحزن الأخير..