ثقافة وفنون

صلاة

‭}‬ عبير حمدان
احرق ما بقي من أجزائي
حطّم زجاج المطر
وادخل مواطن الانكسار
حيث الطرقات تتشرذم
حيث الموانئ تثور
تقلب موازين الأسفار
سحقاً تعبر الروح
ويتعالى صراخـها
حيث الوجع يأكل ويتآكل
كما الرماد ينفض عنه حرارته
ويهدأ في قاع السكينة.
أسرق ما أملكه من أغلال
تسلّل إلى مخدعي
وخذ الإغفاءة عنوة
حتى يُمسي السهاد جزءاً من مواسمي.
عندما أدعوك إلى مائدة الحب
لا أرنو من العالم قراءة مضمون الدعوة!
عندما ألاقيك في منتصف الكأس
لا أنتظر من الطبيعة
ارتجافاً وغرقاً في يم الخطيئة.
وما هي بنود الخطيئة؟
احتضان للعمر الهارب
أم انسياق إلى الهاوية؟
طويل درب الرجوع
ومثير موضع اللحظة.
عندما يطل الصيف
ترقّب جنون الصاعقة المتمردة
لا أبالي بأعين السائلين
ورنين الأجراس المبشّرة بالصلاة
فاحتمائي بين أضلعك صلاة
وانسيابي في جريان عروقك صلاة
وعشقي لحضورك صلاة!!
كيف أرتل الآيات
وأسجد في معبد اللقاء؟
حيث الكون يختصر سعته
وينصاع لتعاليم الوقت
هذا الوقت الكافي لأكتبك
الكافي لتفتح دفّتي كتابي
وتخط الرواية والرؤيا
أدخل أعماقي
وأبحث بين تعرّجات مدينتي
عن ينابيع عطر وموسيقى مساء.
أبحث عن مناجمي
قصوري وأكواخي
ومواضع النداء
هي مدينتي الرافضة
طقوس البشر وقوانين التكاثر
– غير مجدٍ هذا التكاثر –
تكاد لا تستوعبه أرجائي المحترقة
أخطف شعلة الاحتراق
وارمها بين جبلين
اسقها من تراقص أهدابك
وسطوة شفتيك لثماً خاطفا
قاسياً ناعم الانحدار
هناك، عند نهاية العناق..
تولد زنبقة
وتتجدّد سنابل الأرجاء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى