دبوس
ذلك القلب النابض
دعونا نسترجع كلمات الزعيم الخالد، جمال عبد الناصر الخالدة، «سورية هي قلب العروبة النابض»، لم يتوقف ناصر عند حقيقة انّ سورية هي قلب العروبة، بل هي فوق ذلك، قلب نابض يبث الحياة في أرجاء وشرايين العروبة وأنحائها، فإنْ توقف القلب عن النبض لا سمح الله، فإنّ الحياة تتوقف في جسد الأمة برمّتها.
ليس هنالك عبر التاريخ معركة واحدة ضدّ العدو الصهيوني وضدّ قوى الهيمنة وقبل ذلك ضدّ موجات العدوان من الشرق ومن الغرب لم تكن سورية شريكاً فيها، كالصخرة الراسخة المتجذرة الضاربة في أعماق الأرض وقفت عقبة كأداء في وجه كلّ من اعتدى على المنطقة من الشرق أو من الغرب، لم يعترِها كلل ولا وهن ولا إعياء، لا من تغوّل العدو، ولا من خذلان الشقيق والصديق، تعرف ما هو منوط بها من أدوار ومن أكلاف، فتتصدّى للأمر بسليقتها وبفطرتها العربية، ولا تتمنّن ولا تستاء من أعباء ما هو مفروض عليها.
ليس هنالك من هو أصدق من رسول الإسلام محمد حينما قال، «اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا»، ولا أوقع من إثبات الأمر إلا وقوعه، فعبر السنين والعقود والأجيال، لم نر الشام إلّا واقفة كالجلمود تتصدّى لموجات الباطل، وتتحمّل كلّ أنواع العقوبات والافتراءات والحصارات وهجمات العدوان وغوغائية وبوهيمية الإرهاب وتوحّشه، إذا أردت مرضاة الله، فيمّم وجهك شطر المسجد الحرام، أما إذا أردت مرضاة ورفعة العروبة وسؤددها، فيمّم وجهك شطر دمشق، أحلم بيوم أتجوّل فيه بين دمشق وبيروت وعمّان والقدس، بلا عوائق وبلا حدود وبلا أوراق، فأفطر في دمشق وأتناول طعام الغداء في بيروت، ثم أعرّج على القدس ومن ثمّ عمّان في يوم واحد، بينما يصدح صوت الراحل محمد سلمان عبر الأثير، لبّيك يا علم العروبة كلنا نفدي الحمى، لبيك واجعل من جماجمنا لعزك سلّما، سنستعيد الأرض، وسنهزم الإرهاب وصانعيه بعزم سورية، وسنبايع بشار…
سميح التايه