أخيرة
دردشة صباحية
الهاربون من الحوار
} يكتبها الياس عشي
أهمية الحوار في السؤال الذي يُطرح، وليس في الإجابات التي يتلقاها السائلون. وكلّ حوار له هذا الطابَع، لأنّ السؤال هو الطريق إلى المعرفة، ومن يرفض الحوار يعني أنّ لديه أفكاراً جامدة ومسبقةً، وأنه لا يريد أن يعرف، وأنه ديكتاتوري، ومسطّح، وفارغ، وجاهز لرفض الآخر.
المثقف لا يهرب، المثقف يواجه، ويتحدّى، ويُفسح في المجال للعقل المبدع، لأنّ الأفكار الجيدةَ هي التي تنتصر في النهاية مهما كان الحوار ساخناً.
المحاور المؤمن بأفكاره لا يهرب، يبقى في المكان مسرحِ الأزمةِ، ويترك بصماتِه على مستقبل الوطن الذي يحلم به ويريده.
والمحاور لا تُملى عليه أسئلة. السؤال صناعة ذاتية حتّى ولو جاء طعمُه كالخبز المحروق.
صدقوني إن لم يكن المحاور هو كلّ ذلك، دخل في غربةٍ طعمُها مرٌّ!