دار الحضارة أطلقت كتاب «الاستعمار العالمي فرنسا في كلمات قائد الثورة الإسلامية»
أطلقت «دار الحضارة» في بيروت كتاب «الاستعمار العالمي فرنسا في كلمات قائد الثورة الإسلامية»، الذي أعدّه الكاتب كريم شني وترجمه إلى العربية ياسر الخيرو، بحفل في قاعة جريدة «السفير»، حضره ممثل وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى الدكتور نزار ضاهر، عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب ينال الصلح ومهتمون.
وتحدث كل من أستاذ التاريخ الدكتور جمال واكيم وأستاذ القانون الدستوري وحقوق الإنسان الدكتور محمد طي ورئيس اكاديميه BMF للعلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور غسان ملحم.
وقال واكيم: «عندما نطرح موضوع الاستعمار في منطقتنا المنطقة العربية الإسلامية فأول ما يتبادر الى ذهننا الاستعمار البريطاني، اذ انه كان هو الغالب في معظم مناطق المشرق العربي والشرق الإسلامي، ولكن للاستعمار الفرنسي دور كبير في التأثير على المسار التاريخي لتطوّر دولنا وبلداننا بشكل سلبيّ وأيضاً الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي أكان في منطقة المشرق العربي أو في منطقة المغرب العربي، عدا عن تلك التي ارتكبها في جنوب شرق آسيا وفي أفريقيا، وكانت فظيعة جدا والشواهد على ذلك كثيرة»,.
أضاف: «لذلك فإن جمع الخطب للامام الخامنئي في كتاب حول الاستعمار الفرنسي والجرائم التي تم ارتكابها له دور كبير، خصوصا اذا نظرنا الى ما تلعبه فرنسا من دور في منطقة المشرق العربي والذي يأتي في سياق السياسة الأميركية من ضمن ما أوكله الاميركيون لفرنسا من نفوذ ودور في شمال افريقيا. ونذكر هنا الدور الفرنسي في تدمير ليبيا بعد العام 2011 وفي التدخل في مالي والتهديد القومي في الجزائر وفي منطقتنا، وتحديداً في اثارة النعرات وشن الحرب على سورية منذ العام 2011 حتى يومنا هذا».
وختم: «الدور الفرنسي أيضاً متدخل في السياسة اللبنانية بذريعة مساعدة اللبنانيين وهنالك محاولات فرنسية لمد النفوذ وبسطه على منطقة المشرق، وآخرها كان راعيه فرنسا ورئيسها للمشروع الاستعماري والمتمثل في مؤتمر بغداد 1 و2، وكان انعقاد هذا المؤتمر في الأردن لان الفرنسيين لا يستطيعون عقده في فلسطين المحتلة، يعني برعاية اسرائيلية، فاختاروا البلد الذي وقع اتفاقية سلام مع «اسرائيل» لينطلقوا منه نحو منطقة المشرق او الهلال الخصيب. لذلك نجد أن البنود التي طرحها مؤتمر بغداد 2 تحاول احتواء العراق بالدرجة الأولى ودفع عملية إعادة الجغرافيا السياسية لمنطقة المشرق وفقا للمشروع الصهيوني أي تقسيم المنطقة الى كيانات عشائرية. وهنا تحاول فرنسا انتزاع جزء من النفوذ في هذا الاطار. وللأسف عندما نتحدث عن الاستعمار الفرنسي سابقا فهو للتوعية أيضاً على الدور الفرنسي حالياً، وهو دور مشبوه يأتي في سياق ما منحه الأميركيون من فتات لفرنسا في شمال افريقيا وفي المشرق على حساب شعوبنا العربية والاسلامية بالدرجة الأولى».
من جهته، أشار طي الى ان «هذا الكتاب يعالج بكلمات بسيطة مسألة الاستعمار القديم والجديد، ويركز على فرنسا، معرجاً على الدول الاستعمارية الأخرى: بريطانيا وألمانيا والبرتغال وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية، مبيناً ما ارتكبته في حق الشعوب من قتل ونهب اقتصادي وتشويه حضاري وثقافي فكري ومن هيمنة سياسية».
واعتبر أن «الكتاب يفتح آفاقا للتفكير والدرس، يجب أن يغنيها العلماء والمناضلون في سبيل التحرر والانعتاق والتقدم والخلاص من الجهل والجوع والضعف والخوف».
أما ملحم فرأى ان «ظاهرة الاستعمار عبر التاريخ في لبنان بالتحديد كما في بقية المناطق او الأقاليم، انما تناقض حق الشعوب في تقرير المصير في شقه او بعده الأول وهو الخارجي، في اشارة الى الحق في نيل الاستقلال كاملا غير منقوص أي السياسي والجلاء العسكري والاقتصادي، كما في شقه وبعده الثاني وهو الداخلي في اشارة الى حق الشعب في اختيار النظام السياسي والاجتماعي بحرية بعيدا من التدخل الأجنبي والضغط الخارجي والتدخل السياسي بذرائع إنسانية».