نافذة ضوء
العزُ والمجدُ أن نحـيا بموتانا
} يوسف المسمار*
لو كان فـينا من العـرفان خـردلـة
ما انـتابنا الجهـلُ في تعيين أعـدانـا
أو كان فـيـنا من الإيمـان أضعـفـه
ما خـيـَّمَ الويلُ في أرجـاء دنيانـا
أو شــعَّ فـيـنا من الإقـدام كهـربـة
إجرامُ يهود ما استشرى ولا كانـا
أو ثـارَ فـيـنا كومضِ البـرقِ أنسنة ٌ
ما اجتاحنا الخوفُ إذلالاً وخذلانـا
أو فــازَ فـيـنـا نـداء الله لامتـلأت
بالعـز والمجـد دنـيـانا وأخـرانـا
لكـنَّ فـيـنـا اسـتـبـدَّ الجهلُ فانطفأت
كـلُ المنارات وانهـارت قـضـايانـا
واجـتـاحنا الـذلُ يـوم احتلَّ موطننـا
أبـنـاء صهـيـون إرهـابـاً وعـدوانــا
وصيـَّـرونـا عـبـيـداً في مـدائـنـنـا
نمشي الى الذبح كالأغنام قطعانـا
وصبـيـة الحُكـمِ في أوطـانـنـا بـرعوا
بالجبنِ والغشِ واختاروا العمى شانـا
حكـَّـامنا الخـزيُ بعضٌ من سجـيتهـم
لولاهم العارُ ما استـشرى ولا رانــا
باعـوا الكرامات واستبقـوا رذائلهم
أنجاس كانوا وباتـوا الـيـوم خـُوَّانــا
خانوا القـداسات واستبقـوا مفاسدهـم
إجـرامهم صـار للإجـرام عـنـوانـا
ما استـفحـل الشـر في أعـدائـنا أبـداً
لو شعبنا انقضَّ إعصارأً وبـركانـا
بالنار والنـور إن شئـنا العُـلى وطناً
فـلـنـمـلأ الكـونَ أنـواراً ونـيـرانــا
فالـذلُ والعـارُ أن نـفـنى بعـيشتـنـا
والعـزُ والمجـدُ أن نحـيـا بـمـوتـانـا
ما كانَ في الموتِ بالإكـرام فاجعـة
بـل إنَّ في العيش ِبالإذلال خسرانـا
العـزُّ في العـيـش أن نحـيا بعـزّتـنـا
ونعـشق الموتَ إن في الموت محيانا
لا يُـرهـِبُ المـوتُ أبطـالاً وأحـراراً
بل يُـرهـِبُ المـوتُ أنذالاً وعـبـدانـا
*شاعر وباحث قومي مقيم في البرازيل.